السبت، سبتمبر 18، 2010

الأقطاب المتشابهة [تتنافر] ..!


الأقطاب المتشابهة [تتنافر] ..!

كلنا يعلم , أن الأقطاب في المغناطيس هي اثنين شمالي وجنوبي , فإذا قربنا القطب الشمالي من مغناطيس  بالقطب الشمالي من مغناطيس آخر , فإنه لا ينجذب إليه , ولا يلتصق به البتة .. وهذه حكمة عظيمة أوجدها الله وخلقها في المغناطيس .. وهذا سهل على المخترعين أموراً كثيرة في حقل الفيزياء ...

ولكن .! هل هذه النظرية تنطبق على بني البشر ؟؟! هل فعلاً الأقطاب المتشابهة تتنافر في البني آدميين ؟؟! , هل دائماً ما ننجذب إلى أناس هم عكسنا تماماً ؟!
هل فعلاً سنقيس هذه النظرية في المغناطيس علينا , وعلى علاقاتنا ..!

هل إذا وجدت من يكافئني في التفكير وفي التعليم وفي الظروف , وفي المواقف ستكون هذه الأمور وهذا التشابه سبباً في التنافر ..!
هل نبحث على ما ينقصنا فيمن نصادق لكي تكتمل العلاقة , وتسير بسلام ؟!

أم أن هذا التشابه يكون سبباً للارتياح بيننا وبدون حدوث أية مشاكل بيننا , دون أن يخلق جواً من التوتر نتيجة لعدم الاتفاق ؟؟!
لنفترض أني أبديت رأيي في موضوع , وكان رأيي مشابهاً لرأي صديقتي , هل سيخلق هذا التشابه جواً من عدم الانسجام ؟؟!
ولنفترض أنني عرضت نفس الموضوع , وبدت بيني وبين صديقتي آراءً مختلفة , هل الاختلاف سيؤدي إلى نهاية سيئة ؟؟! بل لو طبقنا تلك النظرية التي طبقت على الجمادات هل سنجدها تتماشى معنا ..!

أتوقع أن عدم الاتفاق سيؤدي إلى التشاحن , خصوصاً وأننا في مجتمع لا يعرف فائدة الاختلاف , ولا ثمرة التضاد ! فدائماً ما نرى أن آراءنا صائبة , وآراء غيرنا خاطئة ..!

وأتوقع أن التشابه سيؤدي إلى نوع من الاتفاق , والارتياح , ونجاح العلاقات ..

ومن نعم الله علينا , أن خلقنا لا نشابه بعضنا إلا قليل , بل اختلافنا يؤدي إلى طرح آراء مختلفة في نفس الموضوع وقد تسهم في تطويره .. وقد تفتح لنا أبواباً لم نطرقها فتتجلَّى أمامنا آفاقاً جديدة قد توصلنا لحلول مختلفة و مقنعة ..

الحديث يطول :)

هناك تعليقان (2):

  1. أختي لجين أثناء قراءاتي في كتاب ابن القيم رحمه الله "روضة المحبين" وجدت ما يدعم نظريتك في كون الاقطاب المتشابهة تنجذب لبعضها دون تسميات شمالي او جنوبي و اليك ما ذكره ابن القيم:

    (فإن التناسب الذي بين الأرواح من أقوى أسباب المحبة فكل امرىء يصبو إلى ما يناسبه وهذه المناسبة نوعان أصلية من أصل الخلقة وعارضة بسبب المجاورة أو الاشتراك في أمر من الأمور فإن من ناسب قصدك قصده حصل التوافق بين روحك وروحه فإذا اختلف القصد زال التوافق فأما التناسب الأصلي فهو اتفاق أخلاق وتشاكل أرواح وشوق كل نفس إلى مشاكلها فإن شبه الشيء ينجذب إليه بالطبع فتكون الروحان متشاكلتين في أصل الخلقة فتنجذب إليه بالطبع فتكون الروحان متشاكلتين في أصل الخلقة فتنجذب كل منهما إلى الأخرى بالطبع وقد يقع الانجذاب والميل

    بالخاصية وهذا لا يعلل ولا يعرف سببه كانجذاب الحديد إلى الحجر المغناطيس ولا ريب أن وقوع هذا القدر بين الأرواح أعظم من وقوعه بين الجمادات كما قيل محاسنها هيولى كل حسن % ومغناطيس أفئدة الرجال وهذا الذي حمل بعض الناس على أن قال إن العشق لا يقف على الحسن والجمال ولا يلزم من عدمه عدمه وإنما هو تشاكل النفوس وتمازجها في الطباع المخلوقة كما قيل وما الحب من حسن ولا من ملاحة % ولكنه شيء به الروح تكلف قال هذا القائل فحقيقته انه مرآة يبصر فيها المحب طباعة ورقته في صورة محبوبة ففي الحقيقة لم يحب إلا نفسه وطباعه ومشاكله قال بعضهم لمحبوبه صادفت فيك جوهر نفسي ومشاكلتها في كل أحوالها فانبعثت نفسي نحوك وانقادت إليك وإنما هويت نفسي وهذا صحيح من وجه فإن المناسبة علة الضم شرعا وقدرا وشاهد هذا بالاعتبار أن أحب الأغذية إلى الحيوان ما كان أشبه بجوهر بدنه وأكثر مناسبة له وكلما قويت المناسبة بين الغاذي والغذاء كان ميل النفس إليه أكثر وكلما بعدت المناسبة حصلت النفرة عنه ولا ريب أن هذا قدر زائد على مجرد الحسن

    والجمال ولهذا كانت النفوس الشريفة الزكية العلوية تعشق صفات الكمال بالذات فأحب شيء إليها العلم والشجاعة والعفة والجود والإحسان والصبر والثبات لمناسبة هذه الأوصاف لجوهرها بخلاف النفوس اللئيمة الدنية فإنها بمعزل عن محبة هذه الصفات وكثير من الناس يحمله على الجود والإحسان فرط عشقه ومحبته له واللذة التي يجدها في بذله كما قال المأمون لقد حبب إلي العفو حتى خشيت أن لا أؤجر عليه وقيل للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تعلمت هذا العلم لله فقال أما لله فعزيز ولكن شيء حبب إلي ففعلته وقال آخر إني لأفرح بالعطاء وألتذ به أكثر وأعظم مما يفرح الآخذ بما يأخذه مني وفي هذا قيل في مدح بعض الكرماء من أبيات وتأخذه عند المكارم هزة % كما اهتز عند البارح الغصن الرطب وقال شاعر الحماسة تراه إذا ماجئته متهللا % كأنك تعطيه الذي أنت سائله وكثير من الأجواد يعشق الجود أعظم عشق فلا يصبر عنه مع حاجته إلى ما يجود به ولا يقبل فيه عذل عاذل ولا تأخذه فيه لومة لائم وأما عشاق العلم فأعظم شغفا به وعشقا له من كل عاشق بمعشوقه وكثير منهم لا يشغله عنه أجمل صورة من البشر وقيل لامرأة الزبير بن بكار أو غيره هنيئا لك إذ ليست لك ضرة فقالت والله لهذه الكتب أضر علي من عدة ضرائر.........فعشق صفات الكمال من أنفع العشق وأعلاه وإنما يكون بالمناسبة التي بين الروح وتلك الصفات ولهذا كان أعلى الأرواح وأشرفها أعلاها وأشرفها معشوقا كما قيل أنت القتيل بكل من أحببته % فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي فإذا كانت المحبة بالمشاكلة والمناسبة ثبتت وتمكنت ولم يزلها إلا مانع أقوى من السبب وإذا لم تكن بالمشاكلة فإنما هي محبة لغرض من الأغراض تزول عند انقضائه)

    ردحذف
  2. عزيزتي .............

    أعجبني كثيراً نقلك , فأنا فعلاً لازلتُ حائرة في هذا السؤال .. هل الأقطاب المتشابهة في بني البشر [تتنافر] أم [تتجاذب] !
    وأشكر لكِ نقلك لهذا الموضوع , فقد استفدت منه , ووصلت لما أريده , وهو أن التشابه هو سبب القربة لكن لنعرف مالسبب الاساس لذلك :) ..

    حياكِ الله , وليتني أعرفك ^^! :)

    كوني بالقرب دوماً ..

    ردحذف

أمتعونا بآراءكم :) اذكر اسمك لي ^^!

تبحث عني ؟؟!