الجمعة، سبتمبر 23، 2011

فيلم مونوبولي / من يحفظْ كرامتنا ؟



مدخل:
يقول طه حسين:
"الذين لا يعملون , يؤذي نفوسهم أن يعملَ الناس".

فيلم مونوبولي الذي رسم ابتسامات على وجوه تتألم مما وجدت , فما أصعب أن تضحك وأنت حزين ! 

هذا الفيلم الذي حصل على الكم الهائل من المشاهدات والذي أثار إعجاب الناس .. نكأ جراحهم , وأقضّ مضاجعهم , ودائماً , من أراد أن يصل إلى قلوب الناس , عليهِ أن يتحدث عما بداخلها بصوته هوَ ... أو (بقلمه) ! وهذا ما فعله القائمون على هذا الفيلم , إلا أنه تحدث عن الشباب , ونسيَ جراح الفتيات , وربما أنه لم يوليها إهتماماً باعتبار أن "القوامة" بيدِ الرجل , ولكن ما معنى كلمة "قوامة" ؟ وسيجيب أحدكم بتثاقُل : أن يكون الرجل قائماً بواجبه اتجاه المرأة بتوفير المأكل والمشرب والمسكن والمأوى , والمال .. ولكننا تناسينا بأن المرأة اليوم هي شريكة في هذه القوامة , خصوصاً وأن دخل الرجل وحده لا يفي بالحياة العصرية ! وفي بعضِ الأحيان نجد أنه لا يوجد أصلاً رجلاً في العائلة فتكون المرأة في هذه الحالة هي "القائمة" على البيت بما فيه .. ومعنى القوامة , لايُبطل دور المرأة أو تناسيها !
وعبر الأسطر القادمة , سأحكي لكم عن جُرحٍ غائرٍ في قلبي , فأنا لستُ شاباً , بل شابة , ولا أقوم برعاية أحد , ولكن طموحي أكبر من أن أجلسَ في البيت !
قُبيلَ تخرجي بشهرٍ تقريباً , عرضَتْ عليّ مديرة مدرسة أهلية إبتدائية العمل في المدرسة باعتبار أن تخصصي نادراً
جداً ! حتى أنها طلبت مني أن أوقع عقداً لمدة سنة كاملة , وحصل ذلك فعلاً , أخبرتني بنبرة الأم التي يقع تحت مسؤوليتها مئات الطالبات بأن العقد هو إلتزام تام ومن نقضهُ يُعاقب! مضت ثلاثة أشهر على هذا العقد وعند بداية العام الدراسي , أخذتُ أوراقي واتجهتُ للمدرسة لأباشر العمل , وإلى الآن القصة تسير بشكل عادي , إلى أن أتت كلماتها مفاجئة لي وهي تقول : نُريدك يا لُجين أن تنتظري قليلاً , بسبب تغييرات في المدرسة , وأصحاب المدرسة _المجهولين_ قرروا تغيير نظامها ليصبحَ عالمياً
International" " ونحن سنتصل عليكِ , ضعي رقمك هنا !

ألقت كلماتها عليا كالماء البارد الذي يصبُّ صباً على رأسك فجأة وتستيقظ من غفلتكَ على حقيقةٍ مرّة , أمرُّ ما فيها أن تجدَ وقتكَ وآمالك قد أصبحت هباءً منثورا , والسبب إلتزامك وأمانتك في زمنٍ ندرت فيه الأمانة , وأصبحَ الناس يبحثون ويركضون من أجلِ مصالحهم الخاصة , وماهي مصلحتها ؟ ياللخيبة ! ضيعتُ من يدي فرصاً كثيرة , منها التقديم على إكمال الدبلوم أو الماجستير !
ذهبتُ إلى مكتبِ العمل ولا أدري كيف حملتني رجلاي إلى هُناك ! ذهبتُ بحثاً عن عمل أو حل , طلبت مني الموظفة  صورة من العقد إلا أنّ مديرة المدرسة للأسف استغفلتني ولم يكن لدي إثبات سوى صورة إلتقطتها بكاميرة جوالي للعقد فارغاً قبل أن أقرأه أو أوقع عليه .. أخبرتني الموظفة بأنها لا تستطيع أن توجهني إلى أي مكان حتى تُحل قصة العقد الكاذب هذا فطلبت مني أن أذهب إليها وأطلب منها إخلاء طرف .. ذهبت , وليتني لم أذهب قالت لي وهي تضحك: وكيف أعطيكِ إخلاء طرف وأنتِ لم تعملي لدينا إلى الآن ؟! , قلت لها: إذن أعطيني صورة من العقد , لأضمن أني هُنا على الأقل , فأجابتني بأفظعِ جواب :"أنا (قطعت) العقد من يومها ورميته , وإذا لقيتي لكِ مكان ثاني , الله يسهل عليكِ !" انتهى ردها .. ماذا ؟! مزقت العقد ؟! هل كانت لعبة سخيفة منها تدل على منتهى حقارتها وهي مديرة مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم ؟ هل سؤصدقها ؟ مالاثبات الذي يثبت أنها قد مزقت العقد ؟ هل لهذه الدرجة وصل بنا الحال , بأن تُهان كرامتنا بهذا الشكل ؟ بل أين حقوقنا ؟ وكيف استسهلت تمزيق عقدي وقلبي ؟!

كيف لا تفعل ذلك , والعقد بكلِّ ما فيه يقف ضدَّ المتقدمة للعمل ولا يحفظ حقها ! حيثُ تعمل مجبرة لمدة ثلاثة أشهر "كالخادمة" براتب زهيد لا يفي حتى أجرة السائق , ومن حق المدرسة أن تتخلى عن "المعلمة" تماماَ بعدها ! وقد تخرج بلا راتب .. يُشهّر بها وتشوَّه سمعتها ولا تقبل في أي مدرسة أخرى إذا انقطعت عن العمل بدون علمهم ! .. يُخصم من راتبها إذا تأخرت أو تغيبت !.. وشرط جزائي إذا لم تلتزم بالعقد !!
أيُّ ألمٍ هذا ؟, وأين حفظ الكرامة والحقوق ونحنُ خريجات جامعيات بتخصصات مطلوبة في كل مكان ؟, أيُّ ظلم هذا وأيُّ غبن ؟ , لماذا لا تكون هُناك رقابة على هذه العقود وعلى هذه القرارات ؟! بل لماذا تطلب مني الإلتزام بعقدها إن كانت هي غير قادرة على الإلتزام ؟ كيف تحوَّل العلم والمدرسة والمعلمة والطالب إلى تجارة بحتة , غرضهم الأساس هو جمع ثروة طائلة من هذه المدرسة ! هل هي فعلاً شركات ربحية تجارية تتاجر حتى بكلمة "مدرسة تحفيظ للقرآن" ؟ أيُّ حفظٍ للقرآن إن كانت مديرة المدرسة لا تُطبق ما فيه ..! 

ثم نتساءل بكلِّ حماقة عن سبب تأخرنا , وعن سبب تقدم غيرنا , وعن سبب تبلد الفكر لدى أطفالنا , لا عجب إن كان العلم في بلدنا مجرد تجارة وكسب مال ! إن كان كل من هب ودب فتح له مدرسة  وأحضرَ معلمات وأعطى كل واحدة منهن راتب لا تتجاوز قيمته (1500) ريال يسحب منه شهرياً للتأمينات وغيرها ! نعم .. هي تجارة رابحة في الدنيا , ولكن في الآخرة ........؟!
طلبت استشارة قانونية من محامي وباحث قانوني فكتب لي : "الحل هو إقامة دعوة في المحكمة العامة عليها ,,, وطلبها تحليف اليمين بأنه لا يوجد عقد بينك وبين المدرسة ,,, وبعدها لو أقرت بالعقد تقام دعوة في ديوان المظالم لكي يتم إرجاعك والإلتزام بالعقد .." (! ! !)
كتبتُ له : "ما أشقانا , ونحنُ نُعاني من ظُلم بعضنا بعضا , سأبحث عن عمل , بدلاً من أضيع ما تبقى من وقتي وجهدي في قضية قد كُتب نهايتها بتمزيق قلبي , أنا أنتظر عدل السماء في محكمة الدنيا ! فدعوةُ المظلوم لا تُرد.."
بددت أملي , وأنزلت دمع عيني , وكبلت حواسي ...
أعلم أن هُناك من تُعاني مثلي , وقد تكون أكثر مني , ولكن ما باليد حيلة غير (الصبر والدعاء) ... 

همسة لُجينية:
قال صلى الله عليه وسلم:"
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له" . رواه مسلم .
عاطلة بمرتبة كاتبة !



مقالي /// تأخر نشره في أنحاء , فنشرته هُنا ^_^

أرفع إلى كل "المنبوذين" قبعتي ....!

أعجزُ كثيراً في وصفِ مشاعري لمنبوذ الهوية ^_____________^ خواطري وحياتي وأيامي تقفُ احتراماً لهذا المنبوذ ...
الكل ابتعد عني وكلماته هو لا تزال محفورة في كل كياني ..
وما أجمل أيامه وأيامي ..

يُصادفني كل يوم بتعليق رائع , يُحاول من خلاله أن يُداوي جراحي ..

وصلني هذا التعليق منه ...

منبوذ الهوية يقول...
لا تقفي أمامي هنا الآن!! إذهبي وتخلصي من الأقذار ,والأوساخ المتلصقة بجسدك إذهبي وتخلي عنها أتركيها في دركها ومجراها الأسود , إذهبي للإستحمام قبل أن يشتم من حولك همومك الكريهة الرائحة , إذهبي للماء لأنه سيخرج من جسدك الميت كل شئ حي , لا تنسي " شامبو " إزالة الكدر والنكد وعليكِ بصابون الإقبال والإصرار , بل حتى خذي " كريم " السعادة الملقى هناك ! .. ومعه " مرهم " التطهير , في النهاية هاكِ " المنشفة " لتتأكدي جيداً أن لا قطرة سوداء تلامس جسدك بعد الآن إحرصي دوماً على الإغتسال , ما إن تشعري يوماً بإتساخ جسدك , لا تجعليها تبقى ملتصقة بكِ فإنها ممتنة ! , لست فقط منبوذ الهوية بل أيضا منبوذ المكان , في عزلة وغربة عن وطني وأهلي وأحبتي , بالرغم ما أتلقاه من طعنات ما أتذوقه من مرارات ما " آهٍ" بها من آلام بمجرد سماع أصوات أولئك أصوات ( ذاك الأب " العظيم " وتلك الأم" الرحيمة" وهذا الأخ " المخلص " وهذه الأخت " المحبة " ) تندمل جراحي , وأشفى من عللي وأمراضي وتتبسم جراحي , هاتفت أحدهم سائلاً : ياخي بالله ليش الناس تتنكد وتتكدر وتبقى مهمومة ؟ ياخي لو إن الدنيا كلها فوق راسهم والله لمن يسمعوا أصوات هذولا الوقود الحياتي لنا مستحيل يبقى لهم جرح أو حتى تبقى لهم تكشيرة زعل أو صمت حزن مستحيل إن كانوا يحسوا مستحيل إن كانوا يقدروا ويحبوا , مافي شئ مستحيل في هذه الدنيا أؤمن بهذا الشئ وأول من يقره لكن بإستثناء هذا الأمر , والله يا صاحبي كلمت جدتي قبل شوية رغم إن محادثتنا ما خرجت من كيف حالكم وحشتونا واش مسويين , ولا شئ غيرها لكن بجرد سماعي لنبرة السعادة لنبرة المحبة والمودة والله ظليت طول ليلتي مبتسم سعيد حق السعادة وأنا اللي صارلي وصارلي وحدثلي وواجهني ووو الخ كله مرمي ما راح يبقى ثانية يكدرني لأن فيه من يحبني ويكره يشوفني متكدر بس لأني أنا أحبه وأهتم لأمره مثل ما يهتم لي ما راح أبقى حزين لأني ما أبغى أحزنه معايا ولا أفسد لحظة سعادة من هذه الحياة السعيدة ! أخيّتي .. كررتها وسأكررها هم ونحن من يتنفسون لأجلك ويعيشون لسعادتك فلا تفسدي لحظة فقط لأجلهم فأطلق لروحك إشراقها .. ترى الفجر يرمقنا من بعيد بلاً من أن تبحثي وتنبشي في الصورة عن خطأ الرسام , تبصري من خلالها أشعة النور , لا تقولي القلوب الحية قليلة في عالمنا الميت .. لا خاطئة ! بل قولي " القلوب الميتة كثيرة في عالمنا الحي " هل هم يعيشون في عالم آخر غير الذي تعيشين فيه ؟ , أم أنهم حقيقة لا يبصرون ؟ أم لا يعقلون ؟ , فكيف لعاقل أن يسعى لأمر إنتهي لـ حياة وعالم ميت ما الذي جعلهم وحثهم على الإستمرار مالذي دفعهم للإصرار مالذي ثبتهم على الإنتصاب والوقوف إلا أنهم رأوا عالم حي علموا أن فوقهم رب كبير فمهما إشتد عليهم المسير سيصلون للغاية وحسن المصير ! ( ولا زلتُ أعيش على هامش الحياة أسعى لنفسي وليومٍ قد أكون فيه من المهلكين ! ) وقد تكوني أيضاً فيه من الناجين , لماذا لا تقولين ذلك ؟ لماذا لا تعترفين ؟ .. دعي زور الحياة وكذبها وسوادها وإلتمسي هداها ونورها تفقدي بعض من زجاجات العطر التي نبذتيها لربما وجدتني هناك , قد أكون ضحية شمّ أولي خاطئ ! ولأني أبحث عن بسمتك .. جاء رجل لزوجته و قال لها لقد سمعت ان الخليفة امر بقطع رقبة من لم يتزوج الثانيه قالت له هنيئا لك الشهاده :)
قال السماء كئيبة ! وتجهما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما ! قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !! قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جهنما خانت عهودي بعدما ملكتها قلبي , فكيف أطيق أن أتبسما ! قلت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها لقضيت عمرك كله متألما قال: التجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الظما أو غادة مسلولة محتاجة لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما ! قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها وشفائها, فإذا ابتسمت فربما أيكون غيرك مجرما. و تبيت في وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟ قال: العدى حولي علت صيحاتهم أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟ قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجل و أعظما ! قال: المواسم قد بدت أعلامها و تعرضت لي في الملابس و الدمى و علي للأحباب فرض لازم لكن كفي ليس تملك درهما قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل حيا, و لست من الأحبة معدما! قال: الليالي جرعتني علقما قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا و ترنما أتُراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟ يا صاح, لا خطر على شفتيك أن تتثلما, و الوجه أن يتحطما فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى متلاطم, و لذا نحب الأنجما ! قال: البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما قلت ابتسم مادام بينك و الردى شبر, فإنك بعد لن تتبسما /// انتهى تعليقه ... أسأل الله أن نلتقي جميعاً في جناته جنات النعيم ...
فكلمة "شكر" لا تكفيك ..
أسعدك المولى وحماك ...
أنت أكبر من الكلمات ..

الجمعة، سبتمبر 16، 2011

قصتها تدوي في نفسي ... من ياتُرى هذه البطلة ؟!


منبوذ الهوية يقول...
بسم الله أبدأ وصلتي والحمد لكَ ربي الحمد لك حتى ترضى والحمد لك إذا رضيت والحمد لك بعد الرضى والحمد لك كما ينبغي لوجهك وعظيم سلطانك .. أحمدك وأثني عليك الخير كله ولا أكفرك , أحمدك على ما أسديت إلينا من نعم جزيلة لا تنقطع , أحمدك على رحمتك التي وسعت كل شئ أحمدك على عطفك وشفقتك بضعفنا وعجزنا , أحمدك أن أنرت لنا الطريق بعد أن كنا نسير تحت ظلمات الأنفاق , أحمدك أن أنقذتنا بعد أن كنا غريقي معصيتك غريقي أخطائنا , أحمدك أن أيقضتنا من غياهب أحلامنا لواقع حياتنا , أحمدك إخترت لنا الخير وأنت أعلم به منّا فيارب رضنا به وأبعدنا عن دركات الشقاء والضياع , أحمدك أحمدك أحمدك .. أحمدك أن خلصتها من براثنه ونجيتها من غدرانه سأحكي لك قصة كفاح فأرعها سمعك :
( بلسان الراوية ) عشت طفوله بائسة أقل مايقال عنها بأنها كئيبة مظلمة وسط أسرة فقيرة لا تكاد تجد ماتسد به رمقها من الجوع... لم أعرف طعم الحلوى والسكاكر كباقي الأطفال في طفولتي البائسة.. ومازلت أذكر كيف أننا كنا ننتظر الأعياد ومناسبات الأفراح لجيراننا وأهل الحارة لأننا نتذوق من خلالها اللحوم والفواكه التي حرمنا منها... كانت أسرتي أسرة لا يكاد أي فرد فيها يشعر بالآخر فلكل منا عالمه الخاص، فكل فرد من أسرتي للأسف كان لديه مايشغله من أعمال وخصوصيات يخجل قلمي من ذكرها.. كان أبي يعمل(مستخدما") في أحد المعارض وراتبه البسيط لا يصل بالأسرة الكبيرة إلى نهاية الشهر بأمان،بل كثيرا" ماتتوقف بنا سفينة الحياة في منتصف الشهر ... كان أبي إنسانا" سلبيا" قانعا" من الحياة بعشرة أطفال مشردين في الشوارع لايعلم عنهم شيئا" وربما كان لأستخدامه المخدرات في بداية حياته وكثرة دخوله وخروجه من السجن آثارا" سلبيه جعلته لا مباليا" بكل ماحوله،، كنت أشفق عليه أحيانا" وأنا أراه كثير الصمت والشرود ولا يحرك ساكنا" .. أما والدتي !!!! فأعذروني إن تحدثت عنها بهذه الطريقة المؤلمة، فالحقيقة أشد إيلاما" ، فقد كانت تتسكع بين بيوت الحارة طوال يومها وكأنها لم تستوعب يوما" أنها زوجة وأم،، وكانت دائما" تنظر إلى مافي أيدي الآخرين وتحسدهم وتطلبهم وتريق ماء وجهها ليجودوا عليها ببعض الفتات،،، أما إخوتي،!!!!!!!!!! فحدث ولاحرج فهم يعيشون بين جنبات الشوارع، وأغلبيتهم إنحرفوا عن جادة الصواب،، حتى إخوتي،(البنات) لم يقمن وزنا" للأخلاق ولا للشرف ولا حتى لنظرة المجتمع،،والكارثة، أن إخوتي بمجرد وصولهم إلى الصف الرابع إبتدائي فإنهم يتركون الدراسة من غير سبب ،، في ظل هذه الأحداث من حولي، عشت هذه الطفوله البائسة وأنا كارهة لوضعي ناقمة على أمي وأبي اللذين تجردا من أشرف وأسمى لقب في الوجود،، كنت متمسكة بدراستي وبقوة وكنت من المتفوقات بالرغم من قسوة الظروف من حولي وتفكك أسرتي وانحرافهم جميعا"،،، وسأحدثكـــــم الآن عن اليـــــوم الذي غيـــــر مســـــار حيـــــاتي للأبــــــــــد وفيـــــــــه بـــــدأت مأساتـــــي الحقيقيـــــة والتـــي لـــــولا إيمـــــانــي باللــــــــــه لمـــــا تجاوزتهـــــا،،، فحين حصلت على شهادة الصف الثالث متوسط وأنا الوحيدة من أسرتي التي وصلت إلى هذا المستوى،، تقدم رجل لخطبتي من أبي وكان عمري حينها (15عامـا) أما هو فكان عمره!!!!!!!!!!! ( 60 عامــا) ومصاب بالضغط والسكر وزيادة عليها كـــــان مدمنـــــا" وتاجـــــر للمخدرات،، مما جعلته تجارته هذه تجني أرباح كثيرة، وهو السبب الوحيد الذي جعل لعاب أبي وأمي يسيل ولايكاد يقاوم الإغراء المادي الذي يتراقص أمامهما بكل بريق ولمعان، ومن دون تردد وافقا ولم يأخذا أذني،، فصرخت في وجهيهما وقلت:لا أريده، أريد أن أكمل دراستي زوجوه أختي الكبري،،، ولكـــــن لا حياة لمن تنادي ، فقد تم زفافي وسط جو كئيب ولم تبالي أمي بي_ أتعلمون ما أول شئ وضعته أنا في حقيبتي؟! وضعت دروسي وكتبي،، ودخلت داري الجديدة ، عفوا أقصد سجني،، ولكم أن تتخيلوا فتاة في الخامسة عشر من عمرها في هذا الموقف المروع.الذي اغتال آدميتها ونقاءها ,,, خمس سنوات مرت من عمري دفعت ثمنها كفاتورة قاسية للجشع والطمع اللذين أعميا أبصار أهلي. خمس سنوات من عمري دفعت ثمنها غاليا" وذقت فيها كل ألوان العذاب من ضرب بالسياط والنعال _أكرمكم الله_ والحبس والحرمان من الطعام ،،، كل ذلك لم يقهرني بقدر ماقهرني وجعلني أنزف من الداخل حرماني من الدراسة ورفضه التام لذهابي إلى المدرسة،، أصبحت أشبه هيكل عظمي نتيجة الهم والغم، ولكن الله الرحيم يشاء أن يهبني أطفالا" يشغلونني ، أنجبت ولدين وبنت خلال( 5 سنوات) فقط. كان عمري حينها(20) وعاهدت نفسي أن أجنب أطفالي جميع مامررت به في طفولتي ولكن أنى لي ذلك وابوهم إنسان متجرد من شرف الأبوة. فبمجرد أن يشرب الخمر فإنه يقوم بضربي وإياهم.. أتدرون أنني في أغلب الليالي الطويلة كنت أحتضنهم وأنام وإياهم ونحن جالسين خوفا من أن يقوم بقتلنا كما كان يتوعد.. أما حين يكون بحاجة إلى المخدر ولايجده فإنه يقوم بتحطيم الأثاث وطردي واطفالي إلى الشارع، وكثيرا" مايقوم جيراننا الطيبون بإيوائنا رحمة وشفقة بنا لعلكم قد تتساءلون عن دوري والداي؟ أسمحوا لي أن أصدمكم:فقد كانا لا يحركا ساكنا" كعادتهما كنت أدعوا الله في الليالي المدلهمه أن يفرج كربتي ويزيل عني هذا البلاء الذي تعجز نفسي على إحتماله، وقـــــد أستجـــــاب اللـــــه لدعائـــــي!!! ففي ذات يوم سمعت صراخ الجيران من حولنا وهم ينادوني: (ياأم فلان ، زوجك...زوجك!!!) ركضت أنا وأطفالي مسرعين لنرى ماحدث،، لقد قام زوجي بالعراك مع رجل من زبائنه اختلف وإياه على ثمن قطعة هيروين، فتطاعنا بالسكين.....
فطعنة زوجي ومات على الفور،، لقد شاهدت زوجي المجرم وقد تلطخت ملابسه بالدماء وهو يرتجف بين أيدي الشرطة،، كانت شفتاه تميلان إلى اللون الابيض من هول الموقف. أما عيناه فقد كانت زائغتان ينظر إلى الناس من حوله بذهول... أما أنـــــا فلاتسألوني عن مشاعري المضطربه،،، لا أدري هل هي لحظات سعادة أم شماته انتظرتها من زمن طويل أم هي مشاعر ألم هيجتها ذكرياتي المؤلمة ، لم أشعر إلا وأنا أردد لاشعوريا" : الحمـــــدللـــــه، الحمـــــدللـــــه،، بعد أسبوع فقط من القبض عليه وقبل حتى أن تبدأ محاكمته،، أصدرت عدالة السماء حكمها فمـــــاااااااااااااات بعد ارتفاع الضغط وإصابته بنزيف دماغي،،،، كنت أنظر في منزلي،، بصقت على دولاب ملابسه،،وعلى كؤوس خمره وعلى سوطه الذي ألهب جسدي وجسد أطفالي،،، بصقت على كل شبر في منزلي سار عليه،،، وجاءت أســـــرتي تعزيني بوفاته وأنا التي لم أراهم منذ سنتين... كانت أول كلمه قالتها لي أمي حتى قبل أن تسلم علي. قالت(الله يرحمه.. هل عنــده ورث؟؟؟!!!) ولولا خوفي من الله لطردتها ،، ومن تصاريف الله أن زوجي كان مديون وحين علمت أسرتي بذلك لم أعد أراهم فقد خافوا أن أشكل عليهم عبئا" إضافيا" أنا وأطفالي... شعرت بالألم الممزوج بالقهر .فيالها من بيعة خاسرة تلك البيعة التي عقدها أهلي مع ذلك الجلاد،، وفضل أهلي الهرب بعيدا" عني... جلست أفكر فأنا أرملة جميلة في العشرين من عمري وعندي 3 أطفال وليس لدي أي مصدر للرزق،، وأمامي طريقان: الأول هو طريق الكفاح والصبر والثاني هو طريق الكسب السريع حيث أبيع أنوثتي للراغبين في إمرأة وحيدة مثلي،،، واخترت الطريق الأول بلا تردد،،، وكان أول مافعلته أنني بعت آخر قطعة ذهب ورحلت عن منزلي الأول الذي شهد أسوأ ذكرياتي.. وانتقلت أنا وأطفالي إلى مدينة بعيده واستأجرت غرفة صغيرة بحمامها فقط،،واشتريت موقدا صغيرا وسريرا مستعمل لي ولأطفالي، وبعض الأواني القديمة المستعملة،، وأنا أعترف لكم بأن هذه الغرفة حقيرة حتى في نظر الفقراء. ولكن ماجعلها مثل الحلم في نظري هو أنني وحدي فيها مع أطفالي فأنا التي أحدد مصيري بعد إرادة الله طبعا". بدأت أبحث عن عمل شريف، ولقد سخر الله لي جيران طيبين ساعدوني كثيرا فقد كانوا يتصدقون علينا ببعض الطعام والملابس القديمة وأحسنوا إلي فجزاهم الله عني خير الجزاء، ووجدت عمل حكومي كمستخدمة في أحد المدارس الثانوية القريبه من بيتي،ولا أنســــى أول راتب قبضته في حياتي كان بسيط ولكن دموعي انهمرت لحظة استلامه بكيت كثيرا وحمدت الله على رزقه وإعانتي على لقمة العيش.. اشتريت لأطفالي ملابس جديدة وألعاب وطعاما" طيبا" ولأول مرة منذ أربعة أشهر أطبخ دجاجا" لأطفالي!!! واشتريت لهم بسكويتا " وشوكولاته.. كنت أرى السعادة في أعينهم.... مرت سنة كامله وأنا في وظيفتي استطعت أن أكسب احترام مديرتي وتعاطف المعلمات وحب الطالبات،، وذات يوم. سألت نفسي: لماذا لا أكمل تعليمي الثانوي خاصة أنني في مدرسة ثانوية؟ عرضت الأمر على مديرتي فشجعتني وقدمت أوراق انتسابي وكان صدفه أن ابني البكر يدرس في الصف الأول ابتدائي وأنا أول ثانوي،، اجتهدت في دراستي بالرغم من الأحمال الملقاه على عاتقي كأم وموظفة وطالبه!!! وفي خلال3سنوات حصلت على شهادة الثانوية العامة بنسبه 97% بكيت كثيرا وأنا أرى بداية الخير وأرى ثمار جهدي بدأت تنضج.. انتقلت من عملي مستخدمة وقدمت على وظيفة كاتبه في إحدى الدوائر الحكومية.براتب جيد بالإضافة إلى تقديم أوراق انتسابي إلى الجامعة[قسم تربية إسلامية] استأجرت شقة صغيرة مكونة من غرفتين وصالة ومطبخ ودورة مياة ولأول مرة يدخل tv‏ إلى بيتنا بعد أن أخذت سلفه من البنك أثثت فيها الشقة]] وبدأت ارتاح في حياتي،خاصة أن أطفالي دخلوا المدارس وأصبحوا متفوقين دراسيا وأخلاقيا" حاولت أن أعوض أطفالي واشتري لهم كل ماتهفو إليه أنفسهم.. وكونت علاقات صداقة مع زميلاتي وأخوات لي في الله كن نعم العون لي فكنا نذهب في نزهات وزيارات ، وكل ذلك من أجل أن أرفه أبنائي..
مرت أربع سنوات عصيبه حصلت من خلالها على البكالوريوس بتفدير إمتياز مع مرتبه الشرف.. وبعدها تم وبفضل الله تعييني مدرسة ثانوية..كان ابني الكبير في الثالثه عشر من عمره واحتضنني وقال ( أنتي أعظم أم أنا فخور بك) واحتضنتهم جميعا" وظللنا نبكي بلاشعور لساعات،، ولأول مره أقبض مرتبا" ضخما" تصدقت بنصفه كشكر لله ونصفه الباقي اشتريت لأطفالي جميع مايحتاجون، ، وبدأت أدخر جزء كبير من مرتبي لكي أبني به منزل خاص لي،، وقدمت على الماجستير وحصلت عليها خلال سنتين فقط بتفدير إمتياز مع مرتبه الشرف،، وبدأة في بناء منزلنا مكون من طابقين به عشر غرف وصالتين ومطبخ ومستودع وحديقة كبيرة ومسبح ،، ثم قدمت على الدكتوراه وكان مشوارها صعبا" جدا" جدا" جدا" خاصة أن أطفالي بدؤا يكبرون وكان الإرهاق يكاد يقتلني وأنا أشتت نفسي بين عملي كمعلمة وبين مذاكرتي للدكتوراه وأبحاثي وبين مذاكرة أولادي وبين الإشراف على البناء والتأثيث، والذي كان أثاثا" ضخما" ورائعا" وحصلت على درجة الدكتوراه وتم تعييني كأستاذة في الجامعة وكان عمري حينها 37 أتعلمون لحظة استلامي لشهادتي بمن فكرت؟؟ لقد فكرت بأمــــي ، ترى لو رأتني في هذا المشهد فهل كانت ستبكي من الفرح،، أم أنها ستسألني عن العائد المادي الذي سأجنية من وراء ذلك؟!!!! ولكن لا تعتقدوا أني عاقة لوالدتي أو أنني لم أحاول صلتها في مامضى ! بالعكس لقد ذهبت إليها أكثر من مره ووجدتها كما هي لم تتغير !! أما أبي فقد توفي بعد زوجي بسنة وقد كنت أرسل لها من مرتبي،، أما إخوتي وأخواتي فلم يكن يشرفني التعرف إليهم أو تواجدهم في حياتي فابتعدت عنهم من أجل أبنائي، أبتسمــ*_*ــت الحيــــاة لي بعد عبوس طويل .. وأنا الآن أخبركــــم عن وضعــــي أنا وأبنائــــي: أنا الآن لي مركزي الإجتماعي وأعيش في بيت فخم وعندي الخدم والسائقين.. أما أبنائــــي: فقد تخرجوا جميعا" من جامعاتهم العلمية ابني الكبير أصبح طبيبــا" جراحــا"، وابني الثاني مهنــــدس معمــاري، وأبنتي الصغرى طبيبــة أطفــــال، وقد زوجتهم جميعا" وأصر ابني الأكبر أن يعيش هو وزوجته معي فملآ علي البيت بالحياة وضحكات أحفادي،،، وها أنا الآن في الخامسة والخمسين من عمري , والحمــــد لله.. قال الغزالي - رحمه الله - : "الرجل الذى تربو ثقته بنفسه ،لا يشل أقدامه على الحياة نقص فى بدنه،أو عنت فى ظروفه،بل قد يكون ذلك مثار نشاطه ،وشدة شكيمته "
سأحدثك بأمر فاقتربي بأُذُنك : آاااااه واااااه .. أولى الأحرف التي نطقتها ألسنتنا حين خرجنا لهذه الدنيا ( وخلق الإنسان في كبد ) دمعة رقراقة كانت مفتاح التشغيل أو زر الـ " أون " لأعيننا لإبصار ألوان الحياة , تأملي معي أختاه كل شئ بدأناه بخطوتين , الأولى لم تكن سوا الألم لم تكن سوا " دمعة " ثم أعقبتها البسمة وضحكة و " لمعة " ! ( إن بعد العسر يسرا ) ... ثم حملنا الكتاب ... كتاب ضخم له بداية له عنوان له مقدمة كتبناها بحبر دمعاتنا البريئة حين أشرقت بنا الحياة , لكن ليس لصفحاته المهيبة أي نهاية ! ملأت صفحاته بأرقام كثيرة بكلمات كبيرة بشفرات غريبة ! , راجعي كتابك وأخبرينا ما الدرس الذي تعلمته مالذي إنتصرتي عليه وحللتِ لغزه من هذه الشفرات .. الخطأ هو المفتاح الذي يفتح الذي يفتح سلاسل وأغلال هذه الشفرات هو الدرس الذي سيعلمنا ويزيدنا رفعة على درجات الحياة , فمرحباً بك يا خطأ إن كنت توجهنا وتعلمنا , مرحباً بكِ يا حفرة إن كنتِ تقيمي صلبنا وتشدي أزرنا تذكري فقط أن السعيد لا من إتعظ بنفسه وإلتقط مفاتيح جيبه فقط لا إنما السعيد من إلتقط من مفاتيح غيره فهناك كثير حولنا تركوا جيبوهم مكشوفة سألتي وهذا الجواب فدعي حيرتك : قالوا : " الذكرى الحزينه لاخيارات معها.. تقضي عليها أو .. تقضي عليك !! " هؤلاء من جعلوا " أسمى " المعاني أكثرها سواداً,هؤلاء من جعلوا " أحلى " اللحظات أعظمها بشاعة , هؤلاء من جعلوا " لذة " الحياة أمرّها مذاقاً, هؤلاء من جعلوا " إشراقة " الأرواح أعتمها ظلمة فلا ترفعي لهم في أرضك راية , بل إتخذيهم لنفسك عظة وعبرةوآية ! وقفة .... بعد أن إنتهى الإبن من صلاته قالت له أمه: هل دعوت لي ؟ , قال لها: نعم يا أمي, قالت : وماذا كان دعاؤك ؟ , قال: قلت يارب إن لم تجعلني لقلبها سعادة فلا تجعلني له وجعا ... فسكتت الأم ولم تقل شيئا !!! فقال لها: لماذا لم تقولي آمين ؟ , قالت : لأني في الحالتين أريدك !!!!!! قال الغزالي - رحمه الله - : ( يعجبني أن يواجه الإنسان هذي الحياة وعلى شفتيه بسمة تترجم عن رحابة الصدر وسجاحة الخلق وسعة الاحتمال ,بسمة ترى في الله عوضاً عن كل فائت وفي لقائه المرتقب سلوى عن كل مفقود خلق سجيح: أي لين سهل ) أذكرك فأحفظيها في صحائف ذاكرتك : أنّ هناك أناس ينبضون لقلبك ويتنفسون هوائك ويسكنون جسدك , يحترقون لإضائتك وينحنون لإنتصابك ويتألمون لإبتسامتك ويبذلون لروحك ! هناك أب " عظيم " وأم " رحيمة " وأخ " مخلص " وأخت " محبة " ومنبوذ " خيّر " .. بل أن بعضهم لم تلتقي نظراتك بهم ! فلأجلهم نعيش لأجلهم نحيا ونبتسم لأجلهم للحياة " معنى " فهم مزودك الحقيقي بالوقود الحياتي هم دافعك نحو صعاب الحياة هذا علم فأسكنيه ورقك : لا داعي أن نرهق أنفسنا بالفكرة نعتقدها كبيرة وهي في الحقيقة صغيرة خبيثة , فـ نجعل طرقها شائكة وعلاماتها مجهولة معقدة .. لتعش سعيداً كن بسيطاً إن لم تستطع أن تشرح الفكرة لطفل لم يتجاوز السادسة فأعلم أنك أنت نفسك لم تفهمها , فلا داعي لإبقائها حبيسة سجون عقلك تصرخ تحاول الخروج فتألمك وتزعجك وتفسد لحظاتك فلا تعيش اليوم وتتألم من ذكرى الأمس وتخشى ما سيأتي به الغد . . . هذا سري فأستودعيه قلبك : الناس كـ زجاجة العطر , بعضهم لا تعجبكِ رائحته فتتخلصي منه مباشرة , وبعضهم يعجبكِ رائحته لكن آخر يعجبكِ أكثر حتى أمسيتي تسكنيه جسدك بل حتى أصبح مرآئتك التي تقابلين الناس بها فيقولون : جميل الرائحة أخبرينا ما إسمه ؟ , قد تحبي أن يبقى هو لك حصراً فلا تخبريهم به بل حتى قد تعليه شأنه أكثر فلا تبالين قالوا جميل رائحته أم كريه ! فإنتقي دوماً العبق الزاكي , وقبل ذلك إحرصي على " حكّ " أنفك دوماً قبل الإختيار وتشممي جيداً ولا تستعجلي الحكم حتى لا تضيعي ذاك الجميل الرائحة بسبب إشتمام أولي سئ .. لابد من حاسة شم قوية إذا إشتد سواد السحاب فعمّا قريب ستمطر ولنا في رسول الله إسوة حسنة ... منبوذ . ////
هالني جداً هذا الموضوع ,,, آلمتني كثيراً هذه القصة ! في كل قصة نجاح بداية صعبة الله وحده يعلمها , ومهما تعمقنا في القصص فهناك أسرار لا يعلمها إلا الله .. 
توقفت بين جنبات هذه القصة أتأمل فيها وفي وقائعها ... أقارن بين حالي وحالها .. وأصعب مافيها أنها كممت أدمعي كثيراً ! والتي كانت تُصبُّ صباً عند أقل جرح ! 
وهاهي تنزفُ من جديد ... الطموح والألم يعيشان في داخل كل إنسان , وبعضُ الأحيان ظروفك تجبرك على الحصول عليها ! [حياتهم وحياتنا لا يمكن أن تستمر سوياً] أسأل الله أن يفرج عنا وعنكم وأن يرزقنا ويرزقكم خيراً .... هذه الرسالة تعني أن أمشي في الأرض سعياً وراء مطلبي وحياتي وعملي و رزقي وأن لا أجلس وأنتظر وأتذمر من أقل موقف !
الحياة معناها كفاح وصبر واجتهاد !
ليست كل الحياة قبيحة ولا كلها جميلة ولا كلها تسهيلات ولا كلها تصعيبات ..!
الحياة عبارة عن أمل كبير تضعه بقلبك وبخالقك فهو المدبر وحده ! كلمة أخيره للهوية المنبوذة :- أنا لا أنبذُ أحداً , وأتعامل بتواضعي الجمّ بين الناس ... أحب أن أخدم من حولي وأراعي الظروف ,, ولا يوجد إنسان منبوذ .. كل من سعى سعى لأجل الوصول ... سعى من أجل الحياة ... فمن هو صاحب الهوية المنبوذة ؟؟؟
في حياتي أشياء كثيرة تدل على أن الدنيا وقفت بوجهي مراراً ولازلتُ أقول الصبر يا رب فمالي أحد سواكْ !
صاحب الهوية المنبوذة , هو صاحب قلب نقي أراد أن يواسيني بهذه القصة ويقول : أنتِ بخير ! أنتِ وصلتي ! لا تنهي طريقك ! يجب أن تحاولي ...... ! والله يعلم بما في نفسي ... لا أحد سواه يستطيع أن يطلع على أسرار قلبي !
ولا زلتُ أعيش على هامش الحياة أسعى لنفسي وليومٍ قد أكون فيه من المهلكين !
تعلم شيئاً :
دائماً أشعر أنني إنسانة غريبة ! في كل شيء حتى في جنوني وتطرفي !
إلى تلك المرأة التي حولت الفشل إلى نجاح ...
كلماتي لا تسعفني ... حنجرتي ضامرة لم تكبر بقدر هذا النجاح وبقدر هذه التضحيات ! 
قلبي لازال يتألم ومن ألمه يزفر زفرة فرح بقصة نجاح كتبها لكِ ونصركِ وأثابك بها في الدنيا قبل الآخرة , وفي الآخرة لكِ منها كثير وكثير وكثير من الأجر ...
قلبي يحدثني ... من تكون هذه المناضلة ؟ هل لي بشرفِ الالتقاء بها ؟ كيف هي حياتها اليوم ؟ كيف روت قصتها فآلمتنا وأسعدتنا .... هُناك من استسلم وهُناك من ناضل ...
يا رب ارزقني بقلبٍ كهذا القلب الصبور الطيب النقي ... الذي يعرف قيمة للحياة التي فيها ...

شكراً شكراً شكراً ..
عسى أن تصل كلماتكم إلى كل قلب خار وضعف واستكان !
فالقلوب الحية قليلة في عالمنا الميت !

تحآيـــــــآ من قلبي لكم

الأحد، سبتمبر 11، 2011

ليس الغريب ..... من هوَ الغريب ؟



ليس الغريب غريب الشام واليمن .... إن الغريب غريب اللحد والكفن

إن الغريب له حق لغربته .... على المقيمين في الأوطان والسكن

لا تنهرنَّ غريبا حال غربته .... الدهر ينهره بالذل والمحن

سفري بعيد وزادي لن يبلغني .... وقوتي ضعفت والموت يطلبني

ولي بقايا ذنوب لست أعلمها .... الله يعلمها في السر والعلن

ما أحلم الله عني حيث أمهلني .... وقد تماديت في ذنبي ويسترني

تمرُّ ساعات أيامي بلا ندم .... ولا بكاء ولا خوفٍ ولا حَزَنِ

أنا الذي أُغلق الأبواب مجتهداً .... على المعاصي وعين الله تنظرني

يا زلةً كُتبت في غفلة ذهبت .... يا حسرةً بقيت في القلب تُحرقني

دعني أنوح على نفسي وأندبها .... وأقطع الدهر بالتذكير والحزَنِ

دع عنك عذلي يا من كان يعذلني .... لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرني

دعني أسحُّ دموعا لا انقطاع لها .... فهل عسى عبرةٌ منها تُخلصني

كأنني بين جلِّ الأهل منطرحٌ .... على الفراش وأيديهم تُقلبني

وقد تجمَّع حولي مَن ينوح ومن .... يبكي عليَّ وينعاني ويندبني

وقد أتوا بطبيب كي يُعالجني .... ولم أرَ الطب هذا اليوم ينفعني

واشتد نزعي وصار الموت يجذبها .... من كل عِرقٍ بلا رفق ولا هونِ

واستخرج الروح مني في تغرغرها .... وصار ريقي مريرا حين غرغرني

وقام من كان حِبَّ الناس في عجَلٍ .... نحو المغسل يأتيني يُغسلني

وقال يا قوم نبعي غاسلا حذِقا .... حرا أديبا عارفا فطِنِ

فجاءني رجلٌ منهم فجرَّدني .... من الثياب وأعراني وأفردني

وأودعوني على الألواح منطرحا .... وصار فوقي خرير الماء ينظفني

وأسكب الماء من فوقي وغسَّلني .... غَسلا ثلاثا ونادى القوم بالكفنِ

وألبسوني ثيابا لا كِمام لها .... وصار زادي حنوطي حين حنَّطني

وأخرجوني من الدنيا فوا أسفا .... على رحيلي بلا زاد يُبلغني

وحمَّلوني على الأكتاف أربعةٌ .... من الرجال وخلفي منْ يشيعني

وقدَّموني إلى المحراب وانصرفوا .... خلف الإمام فصلى ثم ودعني

صلوا عليَّ صلاةً لا ركوع لها .... ولا سجود لعل الله يرحمني

وكشَّف الثوب عن وجهي لينظرني .... وأسبل الدمع من عينيه أغرقني

فقام مُحترما بالعزم مُشتملا .... وصفف اللبْن من فوقي وفارقني

وقال هُلواعليه الترب واغتنموا .... حسن الثواب من الرحمن ذي المنن

في ظلمة القبر لا أمٌ هناك ولا .... أبٌ شفيق ولا أخٌ يُؤنسني

وهالني صورةٌ في العين إذ نظرت .... من هول مطلع ما قد كان أدهشني

من منكر ونكير ما أقول لهم .... قد هالني أمرهم جدا فأفزعني

وأقعدوني وجدوا في سؤالهمُ .... ما لي سواك إلهي منْ يُخلصني

فامنن عليَّ بعفوٍ منك يا أملي .... فإنني موثقٌ بالذنب مرتَهَنِ

تقامم الأهل مالي بعدما انصرفوا .... وصار وزري على ظهري فأثقلني

واستبدلت زوجتي بعلا لها بدلي .... وحكَّمته على الأموال والسكن

وصيَّرت ولدي عبدا ليخدمها .... وصار مالي لهم حلا بلا ثمنِ

فلا تغرنك الدنيا وزينتها .... وانظر إلى فعلها في الأهل والوطن

وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها .... هل راح منها بغير الحنظ والكفن

خذ القناعة من دنياك وارضَ بها .... لو لم يكن لك إلا راحة البدن

يا نفس كفي عن العصيان .... واكتسبي فعلا جميلا لعل الله يرحمني

يانفسُ ويحكِ توبي واعملي حسنا .... عسى تُجازين بعد الموت بالحسنِ

ثم الصلاة على المختار سيدنا ما .... وضأ البرق في شام وفي يمن

والحمد لله ممسينا ومصبحنا .... بالخير والعفو والإحسان والمنن 


::
لعلي بن أبي طالب زين العابدين آخر الخُلفاء الراشدين ..

الجمعة، سبتمبر 09، 2011

11/10 يومٌ مميز حتى في أرقامه !

ماذا أقول عن هذا اليوم ؟ يومُ الجُمعة الموجعة ؟ أم يوم الجمعة المفرقة ؟ أم يوم الجمعة الكاشفة ؟!
احترت , فبماذا أبدأ سطوري , وأنا أقول في نفسي :
"إما أن يموتوا , أو أن أموت , فالحياة لا تجتمع بيني وبينهم" قلتها لأمي أيضاً !
لم أعد أطيقُ إخفاء رغبتي الملحة بــِ[الموت] كأول الحلول للتخلص من الدُنيا وما فيها !
ولم أعد أجد أيَّ دافعاً للحياة , وأرى بعيني الصغيرة , بأنني لم أجدُ ما يجعلني أتمنى أن أعيش أكثر من 22 عاماً !
إلى الآن لم أتزوج !
ولم أنجب أطفالاً حتى أعيش لهم ولأجلهم , متناسيةً روحي ونفسي وقلبي !
حققت كلَّ أحلامي !
خريجة بكالوريا لقسم الآداب والعلوم الإنسانية _ لغات أوروبية _ إنجليزي _ (لغة) !
ثم كاتبة في جريدة أنحاء !
ثم .................................! سويعات ويتحقق الحلم الأخير ..!

وفي المقابل _كأي إنسان_ فقدتُ الكثير !
اليوم كانت ليلة مكاشفة الحقائق !
(وهم)
(مستقبل مجهول)
(هجرة)
(حلم)
(حذف)
(موت)
وسؤالي:"كيف ألغي شخصاً من حياتي" ؟ الحقيقة أصعب من ضغطة زر "ديليت" وانتهى !
هُناكَ حياة , هُناك مواقف , هُناك عبرات !

اليوم كان أكثرُ الأيام شتاءً , أمطرت عيوني أمطاراً غزيرة ! أصبحت عيني ملأى بالوخز !
قلتها بصدق: "لم أتوقعها منك" !

(ما أغباني) !
يقولون : من يحب لا يكره !
يقولون : من يحب يحب علناً !
يقولون : من يحب يشتري لا يبيع !
يقولون : من يحب يفي لا يخون !
يقولون : من يحب لا يتألم !
يقولون : من يحب لا ينهي حبه بضغطة زر !
يقولون : من يحب لا يهتم لكلامِ الناس !
يقولون : من يحب يضحي !

قالوا كثيراً , ولم نرى من ذلك ما يطبق على أرضِ الواقع !
لأنه من يحب قد يكره , وقد يحب بالتخفي , وقد يبيع , ويخون , ويتألم , وينهي الأشياء , ويهمه كلام الناس , ويضحي !
هل اختلفت المفاهيم ؟ أم العقول ؟ أم أنني لم أفهم فعلاً حقيقة (قلبه و قلبي) !

اليوم , لم يكن عادياً !
اليوم بكيت وكأني لم أبكِ من قبل ؟ كأني تذوقت طعماً مالحاً جداً من عيني ! طعماً كله حزن ..!
اليوم عرفت معنى (لا يهم) فهي تعني أنكِ لا شيء !

قالها لي مراراً : أنا [لا] أحبكِ , و (لا) أكرهك !
إذن من أنا ؟
أنتِ "صحبتي " !
أنتِ "وهم" !
أنتِ "ما تفهمي" !
أعترف الأخيرة صحيحة ! من يحب دائماً لا يفهم ! خصوصاً وإن كان يعيش داخل لغزٍ محير ! داخل كهفٍ مظلم ! لا يدري أيخرج منه أم يدخل إليه !؟
(فما أقبحَ المنطقة الرمادية)

(أعاتبك)
يُقال : بأنه لا عتاب , إلا بين الأحباب ؟ ولكني صديقة "محببة" كما يبدو لي !
سألتك : "أستاهل هذا منك ؟"
هجران ودموع تملأ المآقي , صداعٌ ودوارٌ وقلبٌ باكِ , هموم وآلامٌ ومآسي !
لا داعي لأذكر تفاصيل نعرفها هي أكبر من عتاب , وأكبر من ذكرى , وأكبر من نقطة .


ما أشد أن تثق , ثم تجد حقيقة مزيفة !
ما أشد أن تحترم وتقدر مشاعر الآخرين , ولا تجد أحداً يعترف بك كإنسان !
ما أشد أن تسأل عن الآخرين وتكون معهم في عسرهم ويسرهم , ثم من أقل القليل تجدهم قد أنهوا كلَّ شيء !

فعلاً أنا لستُ مضطرة على أن أعيشَ تجارُب فاشلة ! ولستُ مستعدة على أن أنام على سريرٍ من الرمشات ! ولستُ مستعدة أن أعيش ما تبقى من أيامي باكية حزينة متألمة ! ولستُ مجبرة على أن أبقيكَ في ذاكرتي وأنت قد وضعتني في أواخر قائمتك باعتباري صديقة !

كم تضحكني هذه الكلمة ... "صديقة" !
لم يكن هذا "صِدقاً" كانت مجرد خزعبلات عشتها لكي تميت حماسك في كل شيء حتى في داخلي !
ولم تكن واضحاً موضحاً لي قربك , بقدر ما كنت واثقاً من الفشلِ الذريع !
مشاعرنا كانت أقوى من مجرد صديق يا هذا ! , نعم يا (هذا) أنا لا أحفظُ الأسماءْ !


(العدل) (المساواة) (الحقوق)
ثلاث كلمات مرادفها : حياة كريمة , خالية من الغش والخداع والتسلط والمظاهر الأخاذة , خالية من الضجر والألم والعنصرية والقلق !
كتبتها ولم تطبقها , فأي عدلٍ هذا الذي تريد أن يطبقه العالم وأنتَ لم تطبقه عليَّ ؟ وأي مساواة التي تريد بها أن تتحقق وأنت لازلت تفرق بين القريب والغريب ؟ وأي حقٍ هذا الذي تدعيه إن كنتَ تخجل من أخذِ الحق بكل صدق حتى ولو بكلامِ الناس ؟
تُريد سر اختفاء هذه العبارات ؟
لأنها مؤلمة أشد الألم على الناس , أتراني قد فتئتُ الحديثَ عنها ؟ تلوحُ بذاكرتي كفيضِ غيظٍ تتلقفه بقلبك ثم ترميني ؟ (قريبتي) ! هذا ردك ؟ أين الحق ؟ وأين الصدق ؟ وأين العدل ؟ وأين المساواة ؟
(صُغر المواقف , يُظهر خبث الكلمات)


ما معنى أن تظلم ؟
أقولها بصدق , ظلمتني وجرحتني , هل تقدرُ على ذلك ؟ هُناك ربٌ لا ينسى *** تذكَّرْ


إن كنتَ قزماً , حاول أن تكتبَ كلمات بطولك , لا داعي أن ترفعَ رجليك , لتوجع أصابعك , ثم توجعُ قلوبنا !


تعلمون سراً ()!()
قضيتُ أتعسَ الأيام في العيد , كان أمرها هذا اليوم , كنتُ لا أستطيع النوم كثيراً , كنتُ أشعر بطعمِ خيانةٍ قريبة , كنتُ أستيقظُ لأتفهِ الأسباب , قلبي لم يعد ينبضُ بانتظام ضرباته أسرع من اللازم لدرجة أنني لا أستطيع النوم ! أشعرُ بعبرَاتي تخنقني صباحَ مساءْ , كنتُ أطيلُ السهر , كنتُ قلقةً من شيءٍ لا أعلمه , من شيءٍ لا يريحني , من شيءٍ سيؤلمني. أتعبدُ في محرابي , وأستغفر وأصلي "ركعةً واحدة" أسجدُ فيها إلى ربي فأبكي , أبكي من شيءٍ مجهول , وكنتُ أطلبه بأن يختار لي الخير حيثما كان فقلبي متلهفٌ حيران ضعيف هزيل لم يعد يقوى على الحركة ولا الكلام ...
اليوم وقعتُ ضحية لكل شيء , المعاصي التي إلتحف بها جسدي , فكانت نهايته أوقع من السوطْ !

تُصدقون ()!()
لولا الله ثم قراءتي سورة البقرة , وبكائي عند آياتها كلما تذكرتُ ما حصل اليوم والأيام الخالية , لما استطعت أن أكتبَ حرفاً واحداً أعزي به نفسي , ولم استطع أن أضحك رغم الألم الذي أعيشه ! 
ما يميز هذه التدوينة أنها أيضاً لم تكن في "تمبلر" كالعادة بلْ هُنا , وهذا بمناسبة التغيير القوي الذي ســأشعر به ..!


أريدُ أن أقرأ الفاتحة على روح كل ميت , وعلى أرواح حية ولكنها ميتة ... فاقرأوها معي ...!

الجمعة، سبتمبر 02، 2011

نوم بالمقلوب!!

في ذلك المساءْ
في ليلةٍ تهُم بالوثوبْ...
إلى ضفاف الحَدْس و المجهول و الغيوب
حاولتُ أن أنامَ بالمقلوبْ
لعل أحلامي تجيءُ بالمقلوب
****
حلمتُ ذلك المساءَ بالصباحْ!!
كناهض ٍ من مدفن الغروبْ
كأنه يشد أذن الشمس كي تفيقْ..
و تحقن الضياء في الدروبْ..
و بينما..
إذ هبَّت الرياحُ بالنسيم و الطيوبْ
رأيتُ كل طيرٍ حاملاً صغيرهُ
و قافلا ً من هجرة الشمال للجنوب
كأنها إذ زقزقت ضحكاتُ طفل ٍ
تنعشُ القلوبْ..
****
رأيتً وجه كوكبيْ المنكوبْ
هواءهُ و ماءهُ....غلافَه المثقوبْ
أبصرتُه كجنةٍ
صفاءهُ...نقاءهُ و عطرهُ المسكوبْ
تجودُ حيثُ شاءتِ السماءْ
و تشكر السهولُ و السهوبْ
****
حلمت بالشعوبْ
سمراءَ أو بيضاءَ تكرهُ الحروبْ
لا غالبٌ فيها و لا مَغلوبْ
لعلَ هابيلَ انتهى مِن ثأرِهِ...
أوعَلَّ قابيلاً يتوبْ
****
يا ليلتيْ المليئةَ الجيوبْ
و يا مَسائيَ المسافرَ الطروبْ
ما أروعَ الأحلامَ بالمقلوبْ... 


زين العابدين بن بيّه ..

سجِّل [أنا] عربي

سجِّل! أنا عربي

ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ

وأطفالي ثمانيةٌ

وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!

فهلْ تغضبْ؟

سجِّلْ!

أنا عربي

وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ

وأطفالي ثمانيةٌ

أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،

والأثوابَ والدفترْ

من الصخرِ

ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ

ولا أصغرْ

أمامَ بلاطِ أعتابكْ

فهل تغضب؟

سجل

أنا عربي

أنا اسم بلا لقبِ

صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها

يعيشُ بفورةِ الغضبِ

جذوري...

قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ

وقبلَ تفتّحِ الحقبِ

وقبلَ السّروِ والزيتونِ

.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ

أبي.. من أسرةِ المحراثِ

لا من سادةٍ نجبِ

وجدّي كانَ فلاحاً

بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!

يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ

وبيتي كوخُ ناطورٍ

منَ الأعوادِ والقصبِ

فهل ترضيكَ منزلتي؟

أنا اسم بلا لقبِ

سجل

أنا عربي

ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ

ولونُ العينِ.. بنيٌّ

وميزاتي:

على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه

وكفّي صلبةٌ كالصخرِ

تخمشُ من يلامسَها

وعنواني:

أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ

شوارعُها بلا أسماء

وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ

فهل تغضبْ؟

سجِّل

أنا عربي

سلبتَ كرومَ أجدادي

وأرضاً كنتُ أفلحُها

أنا وجميعُ أولادي

ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي

سوى هذي الصخورِ..

فهل ستأخذُها

حكومتكمْ.. كما قيلا؟

إذن

سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى

أنا لا أكرهُ الناسَ

ولا أسطو على أحدٍ

ولكنّي.. إذا ما جعتُ

آكلُ لحمَ مغتصبي

حذارِ.. حذارِ.. من جوعي

ومن غضبي




محمود درويش

تبحث عني ؟؟!