الأحد، أغسطس 12، 2012

هُناكَ من شذوا !


نسمع كثيراً عن مصطلح "البوية" أو البويات –كجمع لتلك المفردة- , بل قُل أصبحنا نُشاهد هذا المصطلح كلما جالت أعيننا بالنظر فتجد ما يؤلمها من تلك المناظر !
ولعلنا نسأل أنفسنا عن سبب هذا الانتشار الكاسح لهذه المشكلة , نعم هي مشكلة , أو "حالات" استثنائية , فهي تُخالف الفطرة السليمة , وقد يقول أحدنا بأن هذه الظاهرة "الشذوذ" كانت موجودة منذ زمن بعيد , لكنها كانت من "المسكوت" عنها فلا نكد نراها إلا كلمح البصر هذا إن رأيناها. وقد يتبادر إلى ذهني عدة أسئلة عن ميل البعض من نفس الجنس –ذكراناً و إناثا- لنفسِ الجنس , وهل هناك طارئ أو ظروف نفسية جعلت منهم أناساً شاذين فغيروا فطرتهم السليمة ؟ لماذا السكوت عن هذه الحالات والتي أصبحت تتكاثر بصورة تذهلنا ؟
كل ما وجدته عن هذا السكوت هو تفاقم هذه المشكلة , و ربما قد أصبحنا نراها أمر عادي جداً.

وأنا هنا لا أقول عاقبوهم وعنفوهم وانبذوهم , بل أقول احتووهم وتحاوروا معهم , افتحوا الملفات المغلقة هذه , فعلى المحاضن التعليمية أن تدرس ذلك الموضوع وتلك الحالات الشاذة. 

لذلك فأنا أرى وجود أخصائيين نفسيين وأخصائيات نفسيات في كل مدرسة حلاً ناجعاً لتلك الظواهر الشاذة , فهي قد تساهم في حل الكثير من الأمراض النفسية –إن صنفنا الشذوذ بأنه مرض نفسي- , وتساهم أيضاً في حل المشكلات السلوكية المنتشرة.

اعترافنا بوجود المشكلة , هو بداية الطريق لحلها وإنهاءها إن استطعنا.

الأربعاء، مايو 02، 2012

من أين أبدأ؟

دائماً تبقى الأسرار في جوفِ الإنسان لا يطأها إلاَّ أقرب قريب أو أعز صديق .. أو قلب حبيب ! لذلك دائماً ما يتعبنا هذا القلب لأنه يشتكي من هموم تلك الأسرار ، ودائما تكون هذه الأسرار مُعيقة لتواصل الانسان مع محيطه .. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يمكن أن نعيش مع أي إنسان ونحن نُخبئ بينَ جوانحنا هموماً لا نطيقها ونريد أن نتخلَّص منها ؟ أو أننا لم نعد نطيقُ إلاَّ كسْرَ الحَوَاجزْ هذه !! وأنتم ما رأيكم ؟!!

الأربعاء، مارس 14، 2012

مشكلتك يا لُجين ما عندك أدلة !

اليوم , أو بالأحرى بعد أن مضت السنين "تذكرتها"
تلك المعلمة الرائعة التي كانت تُريد أن تخبرنا عن الكثير ,
وكان يُحجب عن لسانها قول الحقيقة !
كنا أيضاً كطالبات نعارضها كثيراً
كنا نرد عليها برد ينافي صدقها
وكانت ... ((تبتسم))
لأنها تعرف مالذي تخبئه عقولنا
مالذي زُرعَ بها .. ومالذي (سيُحصَد) ..

أتذكرها كماللحظة هذه , أتذكر آرائها في جميع الأحكام !
أتذكر ما قالته عن "الحجاب" عن "التدخين" عن "الاختلاط" عن "الخلوة"
وعن "الغناء" وعن "اللباس" ...وعن "قيادة المرأة للسيارة" وعن أمور كثيرة !

كان رأيها يختلف عن آراءنا تماماً ! والأقبح الذي لا يمكن أن نصدقه أنهُ كان يختلف عما ورد في الكتاب "المنهج الدراسي"
كانت تُلمح لنا ! كانت تريدنا أن نفهم ! وكانت أيضاً ((تخاف)) ..!

بعد مرور كل هذه السنوات , وبعد أن ابتعدنا عن التأثيرات الموجودة في الكتب ! بدأت أعي أكثر ماكانت تقوله وماكانت تُلمح به !
بدأت أتفهم كُل تلك الآراء التي كانت تقولها ! بدأت أعرف مالذي كانت تقصده ! ومالذي كانت تريده أن يصل !


أتذكر , أنني كنت أرد عليها , وربما كنت من أكثر الطالبات رداً على ما تقوله !
كانت أيضاً تبتسم وهي تقول : "مشكلتك يا لُجين ما عندك أدلة على اللي تقوليه!"
وكيف لا يكون عندي أدلة , وأنا أعتمد على أدلة هذا الكتاب المقدّس !
الكتاب المدرسي الذي لا يحمل في طياته سوى بعضاً من الاحكام القليلة , والتي يمشي عليها "الجميع" وليس مخيراً بل مسيراً , مرغماً عليها ..

أكتفي ... ضغطي طلع !!!

الأربعاء، فبراير 08، 2012

وكيف لا أبكي ؟

كيف لا أبكي , والروحُ لا ترضى بغيركْ
كيف لا أبكي , العين لا ترتاح إلا برؤيتكْ
أفلا يشتاقُ المُحبونْ ؟
وكيف لا أبكيك إن فارقت عينَاكَ عينايَ
وكيفَ لا أبكيك يا روحي ويا قلبي ويا عشقي
وكيف لا أشتاقُ وتنهالُ دموعي لذكراكَ
وكيف لا أشكُ من القلبِ الذي يهواكَ

أنا لا أطيقُ فراقَ قلبٍ قد هويتُ ولا , أطيق فراق من سكن الفؤاد فؤادَه
إن كان قلبي وعيني قد تمردتا عليّ , فمن بربك يقوى على فرقاكَ

متى يستقيلُ الحُزنُ من قلبي ؟ ومتى ينشرحُ صدري ؟
ومتى ينجلي كُربي ؟ ومتى أسعد بلُقياكَ ؟

أهُناكَ قلوبٌ لا تملُّ من الهَوى , فأستعيرها ؟!
أهُناكَ أرواحٌ لا تؤثرُ فيها الأشواق , فآخذها ؟!
ولكنها روحي أنا
ولكنها روحك أنت

وكأننا روحين في جسد..
وجسدين في روح..

أهُناكَ فرقْ ؟

الجمعة، يناير 27، 2012

كل شيء

في هذه الحياة , كل شيء يحتمل المجاملة

كل شيء , نبتسم فيه ونضحك لأجله

كل شيء , يستحمل المكاسرة

وكل شيء , يستحمل المزاح

لكن هناك قرارات مصيرية وحياتية , لا تحتمل كل هذا .. هُناك أموراً لا تستحق المجاملة ولا تسع المزاح .. وليس للمكاسرة ولا الابتسامة مكاناً فيها ..
الحياة مجازفة ولكن هُناك حياة لا تستحق المجازفة !
هناك أمور لا تستحق أن نضيع عمرنا من أجلها ولا لها !

هناك أمور تنتهي .. ويكتب الله لنا فيها كل خير .. لأننا سألناه ذلك الخير ..


صباحكم راحة وفرح

السبت، يناير 21، 2012

هذيانٌ آخــر

لازلتُ أهذي , وأهذي وأهذي , و لازال قلبي بالهذيانِ يُهذي !

ثم تموت أحزاني , ثم تستيقظُ أفراحي

ثم تموت أفراحي , ثم تستيقظ أحزاني

ثم يتبادلا الأماكن

وأرجعُ أهذي , وفي الهذيانِ أسراري ,

وفيه أسراري وأفراحي وأتراحي

ثم يغيبُ عن قلبي ضوءٌ هزَّ أركاني

فنمتُ وعشتُ بين أحلامي

أستيقظُ كلَّ يومٍ أستجدي ضوء فؤادي

وأحلمُ بأن ضوئي عاد لقلبي فآتي

أبداً .. أنا أهذي , وفي الهذيانِ أسراري

و حروفي تكتبُ الترتيلَ في صمتٍ و عرفانِ

وأهذي بين نفسي وبينَ أقراني

وآخذ دروساً في النفاق

وأسأل يا رفاق

من علمني هذا ؟ ومن علمني أن القلب الخفاق يهوى النفاق ؟

فعرفوا أنني أهذي , وفي الهذيانِ أسراري

ومهما حاولوا , ومهما أتقنوا في البحثِ

يبقى السرُّ في نفسي وفي قلبي وفي عيني , ويبقى كلَّ أكواني

وتبقى حرقةً في القلبِ تؤلمني

وتبقى لوعةً في النفسِ تكويني

وأنا .. وأنا لازلتُ أهذي وفي الهذيانِ أسراري





هذيان

عندما أتأملُ السماء , وأرى نقاءها في الصباح , أعلم أن الدنيا صافية نقية
وعندما أتأملُ السماء ليلاً , وأرى عظمة السواد الذي يكتسحها , أعلم أن القوي غلاَّب
وفي كل الأحيان , أرى أن العالم الفضي أجمل
وأهمسُ له بهمساتي , وأقلبُ راحتي , وأمسكُ بأطرافِ الظلام
أتخيل كل الجمال , وأكتب عن الجمال , وأبحث عن الجمال
ثم بعد ذلك تتهاوى النجوم , وتنقضي الليلة , ثم أرحلُ للنوم
وأفقدُ الكثير , وأنتظرُ الكثير , ثم يأتيني نبأ !
وما أكثر الأنباء , وما أقبحها , وما أجملها ..
وتتناقضُ الأفكار , وتبتهجُ الروح , ثم نرحل
في كبدِ السماء تتوسط الشمس , أنا لا أراها , لأني أرى خطوط الأمل فقط
الشمس بلهيبها وحجمها الهائل لا أراها
أنا أرى شموساً صغيرة فقط ؛ أتعارك معهم أحياناً , ولكني أبتسم
ثم ينتهي يومٌ شاق ! قد يكون عاق !
ثم أنتظر من الحياة نور , وقد لا يأتي أي نور !
ثم تنكمش الألواح , وينقضي اليوم !
وأفكر في اليوم الآتي
وأختتمُ يومي بالبقرة , بالدعاء , بالصلاة

وتنتهي الحلقة !

الجمعة، ديسمبر 02، 2011

ريما .. يا أبهى الصبايا ..




 أفي العشرين..يا أبهى الصبايا..
أفي العشرين..تسرقُكِ المنايا؟ ..
تٌعللُنا فتُخلِفنا الأماني..
وتوعدُنا ..فتصدقنا الرزايا


***


كأنكِ وردةُ قُطِفت وكانت ..

توزعُ نشرها بين البرايا ..

كأنكِ نجمةُ لمعت..وخرت..

فكان مهادُها دفء الحنايا
***
ـ ريما ـ ! هل كان عُمركِ غيرَ حُلمٍ ..

سافر والبروقُ هي المطايا؟ ..

كأنكِ ما زهوتِ على العذارى ..

ولم تٌشرق بطلعتكِ المرايا
***

ولا هشت لمرآكِ الأماسي ..

ولا صدحت بضحكتك الزوايا ..

ولا أزدانت بك الدنيا فصانت..

روائع ذكرياتك والحكايا 
***
ـ ريما ـ ! إن صارت الدنيا عذاباً ..

أطل الموتُ محمود السجايا ..

إذا أخذ الذي أعطى فعدلُ ..

وإن جرت المدامعُ كالركايا
***
 إلى الفردوس ! يا ملكاً نقياً ..
أتى ومضى .. وما عرف الخطايا .. 
إلى الفردوس ! مطهرةً ثياباً .. 
مطهرة السرائر ..والنوايا
   #Rex
@GhaziQuotes
 

الخميس، نوفمبر 10، 2011

عقوق آباء .. من يشتكي من ؟

مدخل :
يقول د. سلمان العودة -في إحدى تغريداته- :
(رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) ولم يقل (كما رمياني). حق الأبناء: التربية والإنفاق. وحق الآباء: البر، وكثيرون يتجاهلون حقوق الأبناء والبنات!.

أنا لا أكتبُ اليومَ لأنتشي فرحاً، ولا لأبكي حُزناً، أنا أكتُبُ اليومَ لأجدَ من المسؤولين حلاً!، لن أكتب اليوم لأتساءل عن حقوق الزوج على زوجته ولا الزوجة على زوجها، بل لأقول هُناكَ أمانة بين أيديكم، هُناكَ قلوبٌ تحترق ! أطفال بدؤوا يفكرون بالهروب بدلاً من العودة إلى جحيمٍ قاتل .. أتساءل بكلِّ ألم: أين الرّحمة التي أودعها الله في قلبِ كل أم كي تضرب أبناءها وتسبب لهم عاهات نفسية وجسدية؟، وأين العطف والشفقة في قلبِ الأب كي يحرم أبناءه وبناته من العيش في سلام وطمأنينة وبدونِ أن يحرمهم أو يمنعهم من أي شيء بلا مبرر؟ ..
إن فقدنا الأمن والأمان في إطار بيوتنا وبين عائلاتنا وأهلينا، فلنْ نجدهُ خارجها !
أريد أن أضع بين أيديكم قصصاً حقيقية ليست بخيال، ومن بلاد الإسلام والمسلمين، وليست من بلاد الكفر والمُشركين ,, وإليكم ...

- هالتني قصته، كيف سهُل عليه أن يفعلها؟ كيف هانت عليه قطعة من جسده بأن يركلها برجليه على الأرض ؟ فيُصاب فلذة كبده بنزيفٍ في الدماغ، ما الجرُم الذي فعلهُ كي يقوم رجلٌ بالغٌ راشد "عاقل" وفوق هذا كله "أب" بضرب ابنه ضرباً مبرحاً قد يُفارقُ به الحياة، أو أن يعيشَ بعاهة مستديمة، تُفقده لذة العيش ؟، ثم نطالب هذا الطفلِ المسكين ببر والده ! كيف ؟ ولماذا ؟
أشعُرُ بأنَّ قلبي يتقطع عليه ..

- طفلة صغيرة عمرها لا يتعدى العشر سنوات، مُصابة بفرط نشاط، هي من طالباتي ! تأتي كلَّ يوم وآثر الحروق تملأ يديها، لم أركز كثيراً، كنتُ أعتقد أنها "حساسية" أحالت بقعة من جسدها بلونٍ أحمر يميل إلى الأسود .. الفتاة تخاف من الدم ! تكره لونه، تبكي بشدة لو سمعت به .. بكيتْ يوماً فقالت لي صديقتها : "أمها شريرة، تحرقها بالنار، وهي تخاف منها!" أخبرت المُشرفة على الفور ..
أصبحتُ أتساءل بيني وبين نفسي , هل هي "أمها" فعلاً ؟ هل في قلبها ذرة من رحمة على ابنتها "المريضة" أصلاً ؟ نعم هي كثيرة حركة، كثيرة كلام، لكن هذا كله ليس بإرادتها .. ما ذنبها كي تُعاقبها بالنار؟ ما ذنبها حتى تزرع في قلبها الخوف من كل شيء حتى الألوان ! إنها طفلة لا تعي ذلك ! بل ربما هي لا تعرف عن مرضها .. لماذا تملأها بالعُقد ؟ لا أستطيع أن أتحمل رؤيتها وهي تبكي بحُرقة، يكفي أنها مريضَة !

- وأختم بهذه القصة، بقصة قد تتكرر إن لم نجد لهؤلاء المرضى حلاً، وإن لم نجد حداً راداعاً يردعهم عن التطاول على أرواحِ أبنائهم وأهليهم، قصتي الأخيرة عن أسرة بالكامل تتفكك بسبب الأب الذي عاشت معه زوجته ما يُقارب الثلاثين عاماً، وصبرت وقاست من الآلام مالله أعلم به، وسبب صبرها [أبناؤها]، فهي تخاف عليهم من التشتت والهروب والضياع، لا سيما أنها تعلم بأن زوجها "البائس" هو ليس بإنسان، بل يعتبر من في البيت "حيوانات"، فلا يوفر لهم سوى ما يحتاجه الحيوان من الأكل والشرب وإخراج الفضلات و"المُعاشرة" فحسب، رُغم قدرته المالية، وامتلاكه لأموال لا طائلَ لها، إلا أن الجشع والبُخل قد حرم قلبه من العطف والرحمة، وجرده من الإنسانية. قررت الأم أن تنفصل، لأن العمر قد طال والألم أصبح أكثر وجعاً، وحال هذا الرجل لم يتغير، بل هو من سيء لأسوأ، إحدى بناتها تعمل، فقد منّ الله عليها وأنهت دراستها وهي الآن تعمل معلمة، ومن المُفترض أن يكون المسؤول عليهم وعلى مصروفاتهم "الأب" إلا أنه بدأ يُطالب بــِ"نفقة"، ورفع دعوة يقول فيها بأنهم "عاقين" له، ويطالب بإرجاعهم إلى زريبته حيثُ الاستعباد !!! والغريب فعلاً أن القاضي في المحكمة "لم يستحِ" من قولها !، (نفقة ؟) مَن الذي يُنفق على مَنْ، ومَنْ يشتكِ مَنْ ؟ ومنْ هوَ المسؤول أولاً وأخيراً عن كل هذا ؟
ناهيك عن عضلِ فتياته عن الزواج بحجة زواج القبائل المعروف، ثم يزيد الطين بلّة، حينما يسأل القاضي ابنة هذا الرجل ولعابه تسيل من السماعة :"انتِ تشتغلين؟ قالت : نعم أشتغل، قال لها : أبوكم يقول ترى عادي هو موافق يزوجكم على أي أحد، انتِ متزوجة؟ أغلقت في وجهه السماعة " ولا تعليق !

أبناؤكم نعمة، احمدوا الله على وجودها بينكم، هُناك من حُرمَ الأبناء، فعاشَ في ظُلمة الليلِ يبكي ويشهق، ويسأل الله بابنة أو ابن ينيرون عليه دُنياه المظلمة، ومن وجد في قلبه الشفقة، والمقدرة، وقد حرمهُ الله منها، تبنّى له طفلاً يُربيه ويحنو عليه ويملأ عليه عالمه  بألوانِ الفرح التي لم توجد قبلُه ..

لا تفرغوا طاقات العُقدِ في نفوسكم عليهم، فكما أمرَ الله ببركم، أمر بحسنِ تربيتهم، فإن لم تفعَلْ فليس عليك منهم حق البر ..
لأنّ  ما تزرعه في أبنائك من خير، ستحصده حتماً إذا كَبُرت ..
 
همسة لُجينية :-
يقول د. سلمان العودة : "أطفالك يقتبسون شعلة السعادة من عينيك وشفتيك، لا تطفئ هذه الشعلة".
 
فَــ مَنْ يشتكِ مَنْ ؟

الجمعة، سبتمبر 23، 2011

فيلم مونوبولي / من يحفظْ كرامتنا ؟



مدخل:
يقول طه حسين:
"الذين لا يعملون , يؤذي نفوسهم أن يعملَ الناس".

فيلم مونوبولي الذي رسم ابتسامات على وجوه تتألم مما وجدت , فما أصعب أن تضحك وأنت حزين ! 

هذا الفيلم الذي حصل على الكم الهائل من المشاهدات والذي أثار إعجاب الناس .. نكأ جراحهم , وأقضّ مضاجعهم , ودائماً , من أراد أن يصل إلى قلوب الناس , عليهِ أن يتحدث عما بداخلها بصوته هوَ ... أو (بقلمه) ! وهذا ما فعله القائمون على هذا الفيلم , إلا أنه تحدث عن الشباب , ونسيَ جراح الفتيات , وربما أنه لم يوليها إهتماماً باعتبار أن "القوامة" بيدِ الرجل , ولكن ما معنى كلمة "قوامة" ؟ وسيجيب أحدكم بتثاقُل : أن يكون الرجل قائماً بواجبه اتجاه المرأة بتوفير المأكل والمشرب والمسكن والمأوى , والمال .. ولكننا تناسينا بأن المرأة اليوم هي شريكة في هذه القوامة , خصوصاً وأن دخل الرجل وحده لا يفي بالحياة العصرية ! وفي بعضِ الأحيان نجد أنه لا يوجد أصلاً رجلاً في العائلة فتكون المرأة في هذه الحالة هي "القائمة" على البيت بما فيه .. ومعنى القوامة , لايُبطل دور المرأة أو تناسيها !
وعبر الأسطر القادمة , سأحكي لكم عن جُرحٍ غائرٍ في قلبي , فأنا لستُ شاباً , بل شابة , ولا أقوم برعاية أحد , ولكن طموحي أكبر من أن أجلسَ في البيت !
قُبيلَ تخرجي بشهرٍ تقريباً , عرضَتْ عليّ مديرة مدرسة أهلية إبتدائية العمل في المدرسة باعتبار أن تخصصي نادراً
جداً ! حتى أنها طلبت مني أن أوقع عقداً لمدة سنة كاملة , وحصل ذلك فعلاً , أخبرتني بنبرة الأم التي يقع تحت مسؤوليتها مئات الطالبات بأن العقد هو إلتزام تام ومن نقضهُ يُعاقب! مضت ثلاثة أشهر على هذا العقد وعند بداية العام الدراسي , أخذتُ أوراقي واتجهتُ للمدرسة لأباشر العمل , وإلى الآن القصة تسير بشكل عادي , إلى أن أتت كلماتها مفاجئة لي وهي تقول : نُريدك يا لُجين أن تنتظري قليلاً , بسبب تغييرات في المدرسة , وأصحاب المدرسة _المجهولين_ قرروا تغيير نظامها ليصبحَ عالمياً
International" " ونحن سنتصل عليكِ , ضعي رقمك هنا !

ألقت كلماتها عليا كالماء البارد الذي يصبُّ صباً على رأسك فجأة وتستيقظ من غفلتكَ على حقيقةٍ مرّة , أمرُّ ما فيها أن تجدَ وقتكَ وآمالك قد أصبحت هباءً منثورا , والسبب إلتزامك وأمانتك في زمنٍ ندرت فيه الأمانة , وأصبحَ الناس يبحثون ويركضون من أجلِ مصالحهم الخاصة , وماهي مصلحتها ؟ ياللخيبة ! ضيعتُ من يدي فرصاً كثيرة , منها التقديم على إكمال الدبلوم أو الماجستير !
ذهبتُ إلى مكتبِ العمل ولا أدري كيف حملتني رجلاي إلى هُناك ! ذهبتُ بحثاً عن عمل أو حل , طلبت مني الموظفة  صورة من العقد إلا أنّ مديرة المدرسة للأسف استغفلتني ولم يكن لدي إثبات سوى صورة إلتقطتها بكاميرة جوالي للعقد فارغاً قبل أن أقرأه أو أوقع عليه .. أخبرتني الموظفة بأنها لا تستطيع أن توجهني إلى أي مكان حتى تُحل قصة العقد الكاذب هذا فطلبت مني أن أذهب إليها وأطلب منها إخلاء طرف .. ذهبت , وليتني لم أذهب قالت لي وهي تضحك: وكيف أعطيكِ إخلاء طرف وأنتِ لم تعملي لدينا إلى الآن ؟! , قلت لها: إذن أعطيني صورة من العقد , لأضمن أني هُنا على الأقل , فأجابتني بأفظعِ جواب :"أنا (قطعت) العقد من يومها ورميته , وإذا لقيتي لكِ مكان ثاني , الله يسهل عليكِ !" انتهى ردها .. ماذا ؟! مزقت العقد ؟! هل كانت لعبة سخيفة منها تدل على منتهى حقارتها وهي مديرة مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم ؟ هل سؤصدقها ؟ مالاثبات الذي يثبت أنها قد مزقت العقد ؟ هل لهذه الدرجة وصل بنا الحال , بأن تُهان كرامتنا بهذا الشكل ؟ بل أين حقوقنا ؟ وكيف استسهلت تمزيق عقدي وقلبي ؟!

كيف لا تفعل ذلك , والعقد بكلِّ ما فيه يقف ضدَّ المتقدمة للعمل ولا يحفظ حقها ! حيثُ تعمل مجبرة لمدة ثلاثة أشهر "كالخادمة" براتب زهيد لا يفي حتى أجرة السائق , ومن حق المدرسة أن تتخلى عن "المعلمة" تماماَ بعدها ! وقد تخرج بلا راتب .. يُشهّر بها وتشوَّه سمعتها ولا تقبل في أي مدرسة أخرى إذا انقطعت عن العمل بدون علمهم ! .. يُخصم من راتبها إذا تأخرت أو تغيبت !.. وشرط جزائي إذا لم تلتزم بالعقد !!
أيُّ ألمٍ هذا ؟, وأين حفظ الكرامة والحقوق ونحنُ خريجات جامعيات بتخصصات مطلوبة في كل مكان ؟, أيُّ ظلم هذا وأيُّ غبن ؟ , لماذا لا تكون هُناك رقابة على هذه العقود وعلى هذه القرارات ؟! بل لماذا تطلب مني الإلتزام بعقدها إن كانت هي غير قادرة على الإلتزام ؟ كيف تحوَّل العلم والمدرسة والمعلمة والطالب إلى تجارة بحتة , غرضهم الأساس هو جمع ثروة طائلة من هذه المدرسة ! هل هي فعلاً شركات ربحية تجارية تتاجر حتى بكلمة "مدرسة تحفيظ للقرآن" ؟ أيُّ حفظٍ للقرآن إن كانت مديرة المدرسة لا تُطبق ما فيه ..! 

ثم نتساءل بكلِّ حماقة عن سبب تأخرنا , وعن سبب تقدم غيرنا , وعن سبب تبلد الفكر لدى أطفالنا , لا عجب إن كان العلم في بلدنا مجرد تجارة وكسب مال ! إن كان كل من هب ودب فتح له مدرسة  وأحضرَ معلمات وأعطى كل واحدة منهن راتب لا تتجاوز قيمته (1500) ريال يسحب منه شهرياً للتأمينات وغيرها ! نعم .. هي تجارة رابحة في الدنيا , ولكن في الآخرة ........؟!
طلبت استشارة قانونية من محامي وباحث قانوني فكتب لي : "الحل هو إقامة دعوة في المحكمة العامة عليها ,,, وطلبها تحليف اليمين بأنه لا يوجد عقد بينك وبين المدرسة ,,, وبعدها لو أقرت بالعقد تقام دعوة في ديوان المظالم لكي يتم إرجاعك والإلتزام بالعقد .." (! ! !)
كتبتُ له : "ما أشقانا , ونحنُ نُعاني من ظُلم بعضنا بعضا , سأبحث عن عمل , بدلاً من أضيع ما تبقى من وقتي وجهدي في قضية قد كُتب نهايتها بتمزيق قلبي , أنا أنتظر عدل السماء في محكمة الدنيا ! فدعوةُ المظلوم لا تُرد.."
بددت أملي , وأنزلت دمع عيني , وكبلت حواسي ...
أعلم أن هُناك من تُعاني مثلي , وقد تكون أكثر مني , ولكن ما باليد حيلة غير (الصبر والدعاء) ... 

همسة لُجينية:
قال صلى الله عليه وسلم:"
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له" . رواه مسلم .
عاطلة بمرتبة كاتبة !



مقالي /// تأخر نشره في أنحاء , فنشرته هُنا ^_^

تبحث عني ؟؟!