سلامٌ سليم , أرقُّ من النسيم ..
وكل عام , وأنتم الخير , وبخير .. وعيد مبارك عليكم جميعاً , وأسأل الله أن يجمعنا بكم في العام المقبل , ونهنئ بعضنا بالعيد مرةً أخرى ..
وأتمنى أيضاً , أن نُصلح من أمور كثيرة خاطئة في حياتنا وفي صيامنا وقيامنا ..
كنتُ دائماً أتحدث عن "قضايا" النساء في رمضان , والآن نفس الأمر يتكرر , ونفس المواضيع تُفتح ..
اليوم يا أعزائي الكل منا قد صام رمضان , واليوم بدأ عيدنا ..
لكن ما كان يزعجني في رمضان , أننا للأسف وكأننا لسنا في رمضان ..
بدايةً بعدم ترتيب أوقاتنا , ولا بنومنا , ولا في صلاتنا , ولا في طعامنا , ولا اي شيء !
لا يزال البعض يتلفظ بأسوأ الألفاظ في رمضان , وفي غير رمضان .. يهمز ويلمز , وينقل الكلام , ويدس الدسائس , وينشر الفِتَن .. وكنت أستغرب من هذا
ونحن في رمضان ...
وللأسف الظاهرة العريقة والتي لها سنين وهي في مجتمعنا النسائي هي تسوية الصفوف ..!
وسأضرب لكم أمثلة .. ففي كل يوم تظهر لنا امرأة جديدة تدعي الخبرة في تسوية الصفوف , وتقول الصف يبدأ من اليمين , وتأتيها أخرى تعارض كلامها وتقول
لا أبداً الصف يبدأ من المنتصف ثم إلى اليمين ثم يكمل "بقدرة قادر" من كل جانب , وأخرى تقول , لا يهم من أي جانب , المهم أن تكون متصلة وعلى شكل مستقيم ! ! !
وتبدأ الصلاة وتنتهي ونحن على هذا الحال, الأمرّ والأقسى حينما تريد أن تحرك إحداهن في الصف , فإنها تأبى أن تزحزح نفسها من المكان ! وكأن هناك "غراء" قد لصقت به أرجلها في أرض المسجد !
وفي الحقيقة , أن لا شيء من هذا القبيل يطبق ! , فتجد فراغات شاسعة بين كل امرأة و امرأة ! .. ولو أردنا أن نعرف كيف يكون الصف مستقيماً .. فلا يكون كذلك إلا بمساواة الكعوب , وليس بمساواة أطراف الأقدام .. لأن العمود الفقري يكون متصلاً مع القدم في نفس الاستقامة .. وهذا ما يجهله الأغلبية ...
ناهيك _وللأسف الشديد_ عن النظافة الشخصية , لا أعلم هل الماء غالي , الصابون غير متوفر , كيف نويتي الصلاة , ولم تنوي النظافة ؟ كيف تقابلين الله بهذا المنظر ؟ ! أترك لكم التعليق !
المشكلة الكبرى "الأطفال" .. عزيزاتي
الأطفال أحباب الله .. في كل بيت تجد أطفالاً , في كل مكان تجد أطفالاً ,, في السوق , في الشارع , وحتى في المسجد ....
المشهد المتعارف عليه في مساجد النساء هو كالآتي ..
تأتي الأم ومعها اطفال صغار , وتأتي أم أخرى بأطفال , وأخرى أيضاً .. ثم يحدث تجمع طفولي جميل , والأجمل أنهم يلعبون , ويتحدثون "بعض الأحيان" بصوتٍ عالي , ومع وجود الصدى يرتفع الصوت أكثر ! ..
وبعد أن ينتهي الإمام من الصلاة , بل من قبل أن ينتهي , تسمع صوتاً عالياً لكل النساء ,, يبدأون في شتم , وسب الأم المسكينة ..
منهم من تقول :- من لديها اطفال تجلس معهم في المنزل , والأخرى تقول :- ربوا أطفالكم , والثالثة :- تأتي بخيزرانة تُخيف بها الأطفال , ومنهم من تقول:- ما أسوأ هؤلاء الأمهات ..! وووو الخ ..!
يحزنني كثيراً حالنا في المساجد في رمضان ! , تحزنني كثيراً الأم التي تسمع من يطردها من بيت الله , ومن تسب وتشتم وتهزئ في رمضان !
ولنستشهد بقدوتنا وحبيبنا الرسول صلى الله عليه وسلم :) حينما كان الحسن والحسين رضوان الله عليهم يأتون إليه وهو يصلي ويطلعون عليه وهو يصلي بالناس , فيكره أن يرفع رأسه مخافة أن يصابو بأذى , فلا يرفع رأسه إلا بعد أن يقوموا من على ظهره !
سُبحان الله .. هل منعهم الرسول عليه الصلاة والسلام من ذلك ؟ هل زجرهم , ونهاهم عن الصلاة , هل طردهم ؟ هل قسى عليهم ؟
عزيزاتي ستقولون بأن صلاة المرأة في بيتها أفضل .. لكن , من اشتاقت للذهاب للمسجد , ولم تجد من تضع لديهم اطفالها , هل تُحرم بحجة ازعاج الأخريات ؟ فبالله عليكم , هن كيف يصلون في بيوتهم , أم الخشوع والطمأنينة لا يأتيان إلا في صلاة العشاء والتراويح والتهجد ؟؟!
متى سنرتاح من صيحاكم , وكلامكم , واستهزاءكم ؟ متى سنحل مشكلة الصفوف ؟ متى سنرفق بأمهات الصغار ؟ متى سنوسع مداركنا ؟
لا أدري متى .. ولكن فرج الله قريب !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أمتعونا بآراءكم :) اذكر اسمك لي ^^!