فــ هكذا كتب عليَّا أنــ أعيشْ ..
هكذا شاء القدر ..
أن يجعلني أتنقل من بين حُفرَةٍ وحفرة ,
من بين ثَغَرَةٍ وَ ثَغَرَةْ ..
أرى أعين الشفقة ,
وأرى أعين الحقد ,
وأرى أعين تريد الفكاك مني ..
وأنا ما بيدي حيلة ..
يقول الله تعالى :{وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته
وكان الله واسعا حكيما}..
أبي الذي تركني بين تلك الأعين كلها..
يريد الخلاص مني ..
يريدني أن أعيش مع زوج أمي ..
الذي يختلق المشاكل لأتفه الأسباب ..
وعيت على هذه الدنيا , وأنا بين ركلة برجل ..
ورمية باللسان ..
تعثرت حياتي ..
أبيتُ إلا أن أكون ثابتة ..
فماذا عسايا أن أفعل في داخل العمعمات
فقد رضيتُ به ..
فـ هكذا كُتب عليًّا أنــ أعيشْ ..
ودعتني أمي لأذهب إلى بيت أبي..
وأكون هُناك تحت عصمة رجل ..
ولكن هيهات ..
هناك رجل , وهنا إمرأة ..
صيحات تتلو صيحات ..
فأنا أعيش في بيت ( ضرة ) وليست أمي ..
كل من على سطح الأرض يريد أن ( يربيني ) ..
عشرات الآباء ,
وعشرات الأمهات ..!
أنــقذني يــاربي ..!
أيننا عن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟
أين تلك القلوب العطوفة الرحيمة ..
القلوب التي تحمل الشفقة ..
أينها ؟؟!
لطالما حييت على أمل أن أجدها ..
:::::::::::::::::
همساتي لكم أهديها/
" بين ظلمة الليل يختصم إثنان , قلبي وعقلي "
.
.
.
فهمستي الأولى لذلك الأبـــ,..
أدركتُ حياتي وأنا صغيرة , لا أفقه من حلوها شيء , ولكني رشفت من مرها الكثير ..
تخليت عني لتتركني مع ذلك المتوحش ..
فـــلماذا تخليت عني ؟؟!
لماذا تركتني ؟؟!
أهانت عليك ابنتك أن تُهان وتُذلْ ؟؟!
فأنتَ أبي الوحيد ..
وأنت ملجاي ومسكني ..
وأنت قرة عيني وملاذي ..
كفكفتُـــ أدمُع ــي وذهبتُ إلىــ, النــومْ .._->
.
.
.
:::::::::::::
همستي الثانية إلى الأبـــ الوهمي ..
تخيل يا أبي أن ابنتك كانت في نفس مكان تلك الفتاة المسكينة ..
تخيل أن تحولت الظروف ..
وتبدلت الكراسي ..
ولف الزمان بحالك وتغيرت كل المسالك ..
وأبى الزمان إلا أن يريك كل شر فعلته بتلك الضعيفة ...!
في أغلى بناتك .. وأعز أولادك !
فهل ستقبل بذلك ؟
حركت رجلي , وأدرت كرسي الدوار , حاولت أن أجعله على حال واحد , ولكنه أبى السكون ..@..!
.
.
.
:::::::::::::
همستــي الثالثة لأمــي ..!
أمي أنتِ منبعُ حياتي ,
ومرفأ أحزاني ..
أنتِ حُبِّي ..
أليس كان بيدكِ أن تصبري على كل شيء لكي نعيش سوياً تحتَ سقف واحد ؟؟!
يتقطع قلبي في اليوم ألف مرة ..
وفي العمر ملايين المرات ..
أتذكر ضحكاتك ,
وهمساتك ,
وكلماتك ..
ولكني , ألملم حينها أدمعيـــ وأعيش على الذكرى ..
أعلم .. أنكِ تتألمين من أجلي ..
وتتحملين كل المشاق حتى لا تؤلميني ..
تتمنين لقائي في كل حين ..
وتفارقيني وأنتِ مجبورة على فراقي ..
أدمنتُ حبكِ يا أمي .//.
.
.
.
::::::::::::::::
همستي الأخيرة إلى أميـــ الوهمية ..
أبكيكي يا أيام ..
أأبكي حُرقة الألمِ؟
قالو لي .. ستذهبين إلى أبيكِ هناك ,
وسترتاحين من وخز الأعينِ والكلمات ,
ولكن هيهات هيهات
أبي الذي لا أراه إلا طرفة عين ..
في العمل أو في [.....] !
قضيتُ أغلب وقتي بين يدي أمي الوهمية ..
التي تود أن أموت قبل أن يصل والدي ..
تخيلي يا عزيزتي .. أن ابنتك يُفعل بها ذلك ؟
ماذا ستخسرين بكلمة طيبة تقولينها لقلب تلك المسكينة ؟
لُعبة صغيرة تهديها إياها ..!
حُضن دافئ يغطيها ؟
أين قلبك يا صاحبة القلب ؟
فدوام الحال من المحال ..!!
يتفطرُ قلبي في كل حين , وأتمنى أن تكون أمي في مكانك ..
وما نيلُ المطالبِ بالتمني ,*, ولكن تؤخذُ الدنيا غِلاباْ
:
:
:
:
.
.
.
كما روى عبد الله بن عمرو رضي الله
عنه:قَال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الراحمون يرحمهم الرحمن،
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء...)
[سنن الترمذي (4/323) رقم (1924) وقال: "هذا حديث حسن صحيح"].
أمرنا أن نرفق وأن نرحم الحيوانــ فَكيفَ بالإنســـان ؟؟!
مدونة رائعة للغاية , استمري في طريق الإبداع والإنتاج الفكري الراقي , مع تمنياتي لكِ بمزيد من النجاح
ردحذفوالتوفيق .
تقبلي تحياتي
أشكرك أ. عوض على عبقِ مرورك ..
ردحذفرأيك في مدونتي محل فخر وشرف لي ..
دمت ودام مرورك :)